معنى التخاطر الروحي، لا يزال التخاطر إلى يومنا هذا واحد من الموضوعات الشائكة التي تثير الجدل حولها، لمعرفة إذا كان حرام أم لا؟ وهل له علاقة بالسحر؟ وما هي أضراره، وفي السطور التالية سوف نتطرق إلى كل ما يدور حول التخاطر وأنواعه مثل التخاطر الروحي بشكل خاص.
معنى التخاطر الروحي
التخاطر هو موهبة منحها الله عز وجل لبعض البشر وليس جميعهم، يتميز بها الشخص بقدرته على التواصل بعقله مع شخص آخر وإرسال رسائل ذهنية له، وباختلاف هذه الرسائل يختلف نوع التخاطر، وفي مقالنا هذا سوف نتطرق إلى التخاطر الروحي، وهو أسمى أنواع التخاطر.
وهذا النوع من التخاطر يجتمع فيه العقل والروح معًا في رابط واحد، فيصبح بمقدور الشخص التنقل بين عوالم مختلفة وخفية من الروح حيث يصبح الشخص قادر على الانتقال بين العالم المادي والروحي، ولكن يجب أن يكون الشخص مميز بقدراته على التأمل الإبداعي.
وهو ذلك التفكير الذي يطرق ذهن الفرد دون السعي وراءه أو دون أخذ أي خطوة للحصول عليه، مثل أن تتذكر شخص وتجد أنه يتصل عليك في اللحظة التي فكرت فيها بهذا الشخص.
وللتخاطر الروحي العديد من الأسماء منها التخاطر الذهني أو التخاطر عن بُعد، يتم بين شخصين لا يشترط تواجدهم في مكان واحد أو إنما مجرد أن شخص يرسل للطرق الآخر رسالة عن طريق الروح وتتحقق دون أن يفصح عنها.
ومن أهم المعلومات التي يجب أن تعلمها عن التخاطر الروحي ما يلي:
- ظهر المصطلح لأول مرض عام 1882 م.
- هو نوع من أنواع التخاطر عن بعد بين الأشخاص ومن أنواع المناقشة في علم النفس على الرغْم من تباعد المسافات.
- يقوم التخاطر الروحي على عنصر المفاجأة.
- التخاطر الروحي هو ظاهرة يتم خلقها في العقل.
- لا ينساق التخاطر الروحي إلى المواضيع العلمية بل من التجارِب العملية في الواقع.
علامات التخاطر الروحي
- يقوم الشخص الذي مارست التخاطر عليه بالاتصال بك بأي شكل من الأشكال سواء هاتفيًا أو التواصل بمحادثات ورسائل نصية .
- أو وجهًا لوجه فتلتقى بالشخص الآخر في وقت قريب وتتحدثان في نفس الموضوع الذي أرسلته له في خلال التخاطر وكأنه يعلم بما يجول في خاطرك.
- في حالة إذا كانت الرسالة المرسلة إيجابية فسوف تزيد نسب التوافق بينكما.
- إصابة الشخص بالفواق فجأةً دون أي سبب واضح، علامة على أنّ هناك شخص آخر يحاول التواصل معه بالتخاطر.
- من أشهر علامات وصول رسالة التخاطر الروحي أن يرد الطرف الآخر على رسالتك في الحلم.
- تشنج العين من العلامات الواضحة على محاولة شخص ما إرساله طاقته ومشاعره نحوك.
- التقلبات المزاجية مثل الشعور بالحزن المفاجئ أو الفرد دون مبرر لهذه المشاعر.
- الإصابة بالقشعريرة.
التخاطر الروحي في الحب
التخاطر الروحي في الحب هو أكثر أنواع التخاطر سمو وقوة حيث يعتمد على مستويات وقدرات عقلية ترتبط بين الروح والعقل، ويكون للطاقة الروحية دور في حدوث ذلك النوع من التواصل، وتلك العلمية تتم فيما بين الطاقة الكونية المحيطة بالإنسان وروحه.
يقوم التخاطر الروحي في الحب على صدق المشاعر والتقرب الوجداني بين الحبيبين على الرغْم من تباعد المسافات بينهما، فهو القدرة على التواصل من خلال انتقال هذه المشاعر والعواطف والأفكار بين الشخصين بطريقة غير ملموسه أشبه ما تكون بتقنية البلوتوث، حيث يخلق حالة من الاتصال الطاقي.
ويتم التخاطر الروحي في الحب بطريقة روحية ليست سهلة ولكنها تحتاج إلى العديد من الطرق لدعمها وتسهيل نجاحها مثل:
- التأمل.
- التفكير المستمر بالطرق الآخر.
- الجلوس في مكان هادئ.
- تخيل تلقى الشريك الرسالة.
- استشعار ما يشعر به الشريك.
هل التخاطر الروحي حرام؟
اتفق العلماء والفقهاء وأهل الدين أن التخاطر لا يعتمد على أبحاث ودراسات علمية، بل أنه في الغلب قائم على عقائد وثنية قديمة، والدخول فيها يشكل خطورة على عقيدة المسلم، خاصة وأنها قد تختلط بأفكار غربية لا تعرف الصحيح والحلال.
خاصة وأن مفهوم التخاطر لا يحدده زمن أو مكان، واستند العلماء على تلك النقطة واستشهدوا بالآية القرآنية الثانية والأربعون من سورة الزمر في قوله تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، كما أن أذكار النوم تشمل الدعاء القائل (اللهم إني وضعت جنبي فإن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرجعتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).
وهذا بمعني أن في وقت النوم تخرج الروح من الجسد، ولهذا يعرف النوم بالميتة الصغرى وهذا ما وفق عنده علماء الإسلام، ليستكمل علماء الغرب تفسير الظاهرة بالمزيد من البحث والدراسة وتوصلوا إلى أن الإنسان قادر على التخاطب مع من يرغب في أي مكان بالعالم عن طريق التواصل الروحي، بأن يسترخي تمامًا قبل نومه ويفكر فيمن يرغب التواصل معه ومنذ هذه اللحظة تبدأ مرحلة التخاطر الروحي.
ولكن علينا توضيح أن الكلام المسبق وحكم العلماء فيه قائم على التخاطر الذي يتم عن طريق الأرواح والذي يدعي الناس فيه قدرتهم على مخاطبة أرواح الآخرين حتى الموتى، فلهذا يحرمه الدين الإسلامي خاصة وأنه لا أساس له من الصحة ولم يأتي ذكر التخاطر في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة.
أضرار التخاطر
بدأ الاهتمام بدراسة التخاطر في علم النفس في القرن التاسع عشر مع بداية الظواهر النفسية مثل التنويم المغناطيسي، مما ساعد فتح الباب فيما بعد، واحتل موضوع التخاطر في علم النفس محل جدل كبير وشك بالنسبة للعلماء، فمنهم من يرى أنه بدون أي قيمه من الناحية العلمية، ولكن البعض الآخر اتجه إلى الدراسات والأبحاث في الكشف عن سر التخاطر وفهم هذه الظاهرة الغريبة وهل لها أضرار؟
فقد تم إثبات وجود عدة سلبيات وأضرار للتخاطر من المهم التعرف عليها:
الابتعاد عن الحقيقة والواقع:
فالشخص الممارس للتخاطر قد يعاني من الانفصال التام عن الواقع بسبب الاستغراق في التخاطر الذهني، ويصبح الممارس له منتبهًا للتواصل الغير حسي فقط مع إهمال الأشياء الملموسة والمادية الضرورية مثل العلاقات الاجتماعية والمعاملات مع المحيطين، ومع مرور الوقت يصبح هذا الشخص غير قادر على التواصل اللفظي.
الدخول في أبواب الشعوذة:
يفتح الاستغراق في التخاطر الذهني باب الشعوذة والدجل والخوض في الأمور الغيبية بسبب الاعتماد على القدرات التي في أصل مجرد أوهام وتخيلات، وهذا من أكبر أضرار التخاطر وممارسته أن الشخص يظن أنه لديه القدرة على معرفة الغيب، ولهذا يٌحرم التخاطر في الشريعة الإسلامية لأن معرفة الغيب بيد الله وحده، وهذا الضرر أيضًا يؤدي إلى الانفصال عن الواقع ومع مرور الوقت الانضمام إلى الدجالين ودعم أفكارهم خاصة إذا كان الشخص ضعيف الإيمان وبعيد عن طاعة الله.
الأزمات والاضطرابات النفسية:
من أبرز أضرار التخاطر إصابة الشخص الممارس بالاضطرابات النفسية والمشاكل بسبب التمادي في هذا المجال والبقاء وَحْدَهُ فترات طويلة، يستدعي فيها أفكار الماضي والذكريات لكي ينجح في تحقيق التواصل مع الآخرين وإذا فشل فإنه يُصاب بالآلام النفسية ويتذكر مواقف محزنة في حياته.
الإجهاض الذهني:
يعاني المهتمون بالتخاطر من التعب والإجهاد الذهني بسبب التركيز بشكل كثيف على فكرة واحدة وانصباب الاهتمام عليها، وزيادة التركيز في موضوع محدد بطريقة غير طبيعية تؤدي إلى الإصابة بالأمراض العضوية مثل ارتفاع ضغط الدم، أو السكر.
الإحباط والاكتئاب:
حيث يبقى الشخص الممارس للتخاطر والمهتم به ساعات طويلة يحاول نقل أفكاره ولكنه في النهاية يفشل ولا يصل لنتيجة ملموس مما يجعله يُصاب الإحباط والاكتئاب ويعتقد أنه شخص فاشل وليس لديه قدرات كافية.
هل التخاطر سحر؟
هل يفتح التخاطر على الشخص أبواب السير في طريق السحر والشعوذة؟ وهل للتخاطر علاقة بالجن؟
في الحقيقة التخاطر موهبة من عند الله أو كرامة يخص بها العبد الصالح والمستقيم، وهنا يجب التوضيح بأن معنى التخاطر يقصد به الشفافية والتي تحدث بدون القيام بعمل للحصول عليها، وذلك مثل قصية سيدنا عمرو ابن الخطاب مع ساريه، والتي تدور أحداثها عندما رسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيش إلى الشام بقيادة سارية، وفجأة صرخ عمر وهو على المنبر في المدينة يا سارية الجبل يا سارية الجبل، وبعد عودة سارية والجيش الإسلامي ذكر لعمر أنهم وقعوا في مشكلة مع جيش العدو فسمع صوته وهو يرشده إلى جبل ليحتمي فيه.
فكان ذاك الجبل هو الذي نجاهم بعد الله من الهزيمة، وهو معروف تفسيره فقد ورد في حديث رسول الله” إنَّه قدْ كانَ فِيما مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، وإنَّه إنْ كانَ في أُمَّتي هذِه منهمْ فإنَّه عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ” فعمر بن الخطاب بلفظة محدث أي أنه يجري الصواب على لسانه بلا قصد، فهو من نوع المكاشفة من الملأ الأعلى كما حدث معه في حادثة سارية.
وعند التحدث من التفسير النفسي أو العلمي فالتخاطر ما هو إلا علمية اتصال يقوم بها شخص تجاه شخص آخر ليوجه له رسالة سواء كانت سلبية أو إيجابية، وليس لها علاقة بالسحر والجن وأنما تتم عن طريق ذبذبات كهربائية يتم إرسالها إلى المخ واستقبالها بطريقة غير إرادية من قبل الشخص الآخر، فلا يوجد ما يتعلق بأمر الجن والسحر كما لا يوجد تجارِب له حينما يتم البحث عن معلومات عن السحر والجن.
قانون الجذب والتخاطر
ظهر قانون الجذب والتخاطر في علم النفس منذ عصر الشعوب الفرعونية القديمة وذلك بسبب اعتقادهم بوجود أنشطة داخل جسم الشخص تعود إلى فكرة طاقة الجذب، ليظهر علم البرمجة اللغوية العصبية، ثم يهتم علماء النفس في القرن العشرين بالتحدث عن طاقة جذب الشخص لكل ما يركز عليه ويفكر فيه.
وينص مفهوم قانون الجذب على أن الإنسان ينجذب إلى حياته وعالمه وكل ما يكرس له اهتمامه وتركيزه، وطاقته، وكلماته التي يتفوه بها تتسبب أيضًا في جذبه لما يريد، فكثيراً ما يردد الإنسان عبارات مثل: لا تقلق، لا تنس، وغيرها، ووفقًا لآليه عمل قانون الجذب، فإن العقل يستجيب لهذه العبارات التي ترسل له فعل يقوم به فيعطيها انتباهه.
وقد كتب الكثير من المؤلفين في قانون الجذب والتخاطر وأشاروا إليهم في أقوالهم الشهيرة مثل:
- جيري وإيسترهيكس: (كل ما هو متشابه يتجاذب).
- بريان تراسى: (ما أنت إلا كائنٌ مغناطيسي؛ فأنت تجذب إلى حياتك الأشخاص والمواقف والظروف التي تتناغم مع الأفكار المسيطرة على عقلك، وكل ما يدور في خلدك يتحقق في واقعك).
- إرنست هولمز: (كل فكرة تصبح حقيقة بقدر قوتها فأدنى فكرة تدور في العقل تخلق قوةً بنفس المقدار لتنتج شيئاً مطابقاً).
- كاثرين بوندر: (كل ما تفكر به وتشعر به ويتصوره ذهنك وينطق بهِ لسانك، تجذبه إلى حياتك).
كما وجد علماء النفس استخدامات كثيرة لقانون الجذب والتخاطر حيث ربطوا بينه وبين الانتقال إلى حياة سعيدة وتغير حياة الفرد للأفضل من خلال العديد من المواقف والاستعمالات كما في النحو التالي:
- الشكر والعرفان: والذي يتمثل في استعمال الفرد لغة الثناء والشكر على كل موقف أو مساعدة من شخص آخر
- التفاؤل والإيجابية: تتمثل في طافة الفرد الإيجابية وتطلعه نحو أحلامه وطموحاته، حيث يظل يشعر بالكمال والنشاط والشغف ولا يستسلم للإحباط واليأس.
- الثقة العالية بالنفس: وتكمن في قناعة الفرد بهدفه وحلمه وسعيه وراء تحقيقه، وهي من أكثر الأسس التي تؤدي إلى تغيير الحياة للأفضل كما أنها تقلل من الشعور بالإحباط.
