نفسية الطفل في عمر الثلاث سنوات.. ماذا يجب أن يتعلم الطفل في عمر 3 سنوات؟

Mohamed Sheref
نمو الطفل
Mohamed Sheref22 أبريل 2022آخر تحديث : منذ سنتين

من الخلط الشائع عند بعض الأمهات، أن تتعامل مع أطفالها بنفس الطريقة في كافة الأعمار، فلكل عُمر حاجاته ومتطلباته وأسلوب التعامل فيه، وذلك لتغير نفسية الطفل من مرحلة لأخرى، ففي هذا السن، نجد اختلاف كبير في نفسية الطفل عما كان عليه، وتتشكل لديه شخصية أخرى غير التي اعتادت عليها الأم، وفي هذا المقال نتعرف على نفسية الطفل في عمر الثلاث سنوات بالتفصيل والشرح الوافي.

 الطفل في عمر الثلاث سنوات  - مدونة صدى الامة
نفسية الطفل في عمر الثلاث سنوات

نفسية الطفل في عمر الثلاث سنوات

  • إن نفسية الطفل في عمر الثلاث سنوات تتغير بشكل ملحوظ، ويتضح ذلك على نمط تفكيره وشخصيته ومهاراته التي اكتسبها مؤخراً، ورغبته في خطف الأنظار والتأكيد على قدراته التي لا يتعامل مع الآخرين بالشكل الذي يريده.
  • حيث يظهر نوع من الاستقلالية والرغبة في التعامل مع حياته دون تدخل من جانب الآخرين، كما يميل نحو عدم تقبل التغيرات التي قد تقضي على أحلامه التي رسمها في خياله، وبالتالي كان من الضروري أن تغير الأم نمط تفكيرها ونهجها في التعامل معه بما يتوافق مع متطلبات العمر.
  • ومن الجدير بالذكر أن تبتعد الأم عن أسلوب تطبيع الطفل بما تراه مناسباً لها، وعدم الضغط عليه لتنفيذ أوامر قد تؤثر في شخصيته سلباً بمرور الوقت، والعقاب ليس الحل في تلك الحالة بل التفاهم واتخاذه صديقاً لفهم وجهة نظرة ببساطة.
  • ففي هذا العمر يميل الطفل إلى التمرد والعصيان والانفعال الزائد عن الحد والغضب من أبسط الأشياء، كما يتجه نحو التصرف كما يشاء، ويجد متعة في كسر القواعد التي لازمته مؤخراً، ومن الخطأ ضربه في هذه المرحلة كي لا تتولد معه العُقد في الكبر وعند مرحلة البلوغ بالتحديد.
  • ومن أهم أضرار هذا التصرف العنيف أن ينشأ الطفل فاقداً ثقته بنفسه وغير قادر على التعامل مع الآخرين والاعتماد على نفسه، ولن يكون صاحب قرار مستقل، وقد يميل نحو حياة العزلة والانطواء، وقد يجد في العنف وسيلة لنيل مُراده.

طريقة عقاب الطفل في عمر ثلاث سنوات

عندما نأتي على ذكر العقاب، يستحضر الوالدين أسلوب الضرب والعنف الجسدي إزاء الطفل، رغم وجود طرق أخرى لعقاب الطفل دون إيذائه جسدياً ومعنوياً، ومن وسائل عقاب الطفل في عمر ثلاث سنوات:

  • التأمل والتفكير، لا شك أن إعطاء الطفل فرصة للتفكير فيما بدر منه من أخطاء وسلوكيات سيئة، يجعله يعيد حساباته في أفعاله، وقد يُعدلها بمرور الوقت، فإقناع الطفل ببساطة ووفقاً لعمره يؤكد له خطأ تصرفه، الأمر الذي يدفعه إلى الابتعاد عنه.
  • التجربة، من وسائل العقاب والتقويم، أن نأخذ فعل الطفل السيء، ونضعه في تجربة عملية لنوضح له آثاره وعواقبه، فعلى سبيل المثال إذا كان الطفل يلعب بالنيران ويقترب من آلات الطهي الحادة، فقد نبرز له تجربة عما قد يحدث له إذا ما اقترب من النار أو مسك السكين بيده.
  • التجاهل، في حال كرر الطفل خطأ معين أو بدر منه فعل قد تم نهيه عنه، فعلى الأم تجاهله وتجنبه كأن تخاصمه ولا تلعب معه، فإن ذلك يؤثر فيه ويجعله يرجع لأحضان والدته ويعتذر منه ويطيع كلامها.
  • المكافأة، عند القيام بالسلوك الجيد والفعل الصائب، يجب مكافأة الطفل في نفس اللحظة، وذلك لتشجعيه على الأفعال المحمودة، وعند إظهار أي سلوك خاطئ، يجب منع الجائزة عنه، وذلك لتجنب هذا التصرف مرة أخرى.
  • التواضع والاعتذار، من المهم في هذه المرحلة العمرية تعليم الطفل أهمية الاعتذار عن الخطأ، وغرز مفهوم التواضع لديه.

علامات ذكاء الطفل بعمر ثلاث سنوات

في كل مرحلة عمرية تبدر بعض جوانب الذكاء لدى الطفل، وهذا مؤشر على النمو السوي والنضج السليم، وفي عمر الثلاث سنوات تتضح بعض علامات الذكاء عليه، ومن أهمها:

  • تركيب الجمل، ولصق الكلمات ببعضها للتوصل إلى جملة مفيدة، والقدرة على التعبير عنها ببساطة.
  • التصريح بحاجاته ونواقصه، وطلب ما يريده، وذلك يسهل على الأم معرفة ما ينقص طفلها وذلك للاستجابة إليه، فقد يعبر عن مرضه أو رغبته في التبول.
  • وجود قدرة على التواصل مع الآخرين، وحب الاحتكاك بهم واللعب مع الأقران.
  • يبدأ الطفل في تلبية حاجاته كأن يرتدي ملابسه بنفسه، ويدخل للحمام دون مساعدة من أحد.
  • تبدأ مُخيلته في التوسع، ويستغرق في أحلام الصغر، ويحدد أمنياته وتطلعاته.
  • في هذا العمر، تكثر أسئلة الطفل، وينصح أن يكون الوالدين على قدر من الثقافة، لأن الطفل لا يتقبل الإجابات بسهولة وإن عبر عن عكس ذلك.
  • تتولد لديه نحو الحساسية والمشاعر المرهفة، ويتشكل لديه الإحساس بالسلبية والإيجابية.

الخوف عند الأطفال في عمر الثلاث سنوات

مما يجهله البعض أن الطفل في كل مرحلة عمرية يتولد لديه الخوف من أشياء معينة، ومتى تجاوز هذا العمر، تخلص من خوفه السابق، وتولد لديه خوف جديد إزاء أشياء أخرى، وفي عمر الثلاث سنوات نجد ما يخيف الطفل الأشياء الآتية:

  • تسيطر عليه فكرة الخوف من الأشباح، والزعر من هذا العالم الغريب.
  • الكائنات الخارقة للعادة والمألوف، والشخصيات الخيالية التي لا تتشابه مع البشر في الخصال والملامح.
  • الأقنعة تعد سبب في إخافته وبث الفزع في قلبه.
  • يخاف الطفل في هذا العمر من النوم وحيداً.
  • يخشى إطفاء النور، ولا يُحبب إليه الظلام.
  • الأصوات غير المألوفة كصوت الرعد وخصوصاً في الليل.

ومن الضروري، التعامل مع هذه المخاوف في هذا السن، وتفسيرها للطفل وشرح كافة جوانبها، وذلك لكي لا يبقى أثر هذه المخاوف طائفاً معه عند الكبر.

كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر الثلاث سنوات؟

يتولد لدى الطفل في عمر الثلاث سنوات نوع من العصبية والغضب والعند، فلا يستطيع تقبل ما كان يُفرض عليه سابقاً، ويجد لذة في الاستقلالية وطرح الأسئلة والاعتراض، وهناك طرق تعامل معينة في هذا العمر:

  • تقوية أسلوب الحوار والنقاش، فالطفل لا يقبل أسلوب الأمر دون معرفة السبب.
  • المكافأة وتعزيز السلوك الجيد، فعند مبادرة الطفل بفعل محمود أو سلوك حسن، من الضروري مكافأته عليه معنوياً ومادياً، كالمدح والثناء وشراء الهديا والخروج لمناطق يختارها بنفسه.
  • تقدير حقوق الطفل، والتعامل معه كصديق، إن احترام حقوق الطفل وآرائه واختيارته يجعله أكثر ارتياحاً وتعلقاً في التحدث مع والديه، فسبب العناد أسلوب الأمر والواجب.
  • تقسيم الواجبات، قد يتعنت الطفل في واجباته التي يكلف بها، نظراً لطولها أو صعوبة انجازها، ولذلك كان من المفيد تقسيم مهامه على نحو يدفعه إلى البدء فيها، فهذا يسهل عليه الأمر.
  • العناد ليس مشكلة في جوهره بل يولد لديه حس النقد والتساؤل والبحث والإصرار، ومن الضروري التعامل مع هذه الصفة بحذر، وتنميتها في الجوانب التي تخص المستقبل وتحديد الهدف.
  • الحزم والصرامة في بعض المسائل، فلا يجب أن يشعر الطفل بأن كافة رغباته ومطالبه مُجابة.

مهارات الطفل في عمر الثلاث سنوات

يتولد لدى الطفل في هذا العمر العديد من المهارات سواء الحركية أو العقلية أو اللفظية أو الاجتماعية والعاطفية، ومن هذه المهارات:

المهارات الحركية

  • القدرة على المشي على أطراف الأصابع.
  • رمي الكرة لمسافة صغيرة.
  • القفز.
  • المشي في خط مستقيم.
  • والصعود والهبوط.

المهارات العقلية

  • تحديد الألوان والأشكال الأساسية.
  • التذكر والانتباه لعض التفاصيل واستكمال ألعاب الألغاز.
  • العد للرقم خمسة وتكوين بعض الجمل.
  • يفهم النكات.
  • يفهم أضرار بعض الأفعال، ويتبع قواعد السلامة.

المهارات اللفظية

  • يستخدم الأسماء وينادي الآخرين بها.
  • استيعاب بعض المحادثات.
  • يسرد القصص الصغيرة.
  • يستخدم أسلوب أنا وأنت ويعرف مدلولهما.
  • يسأل عن بعض الأشياء.

المهارات الاجتماعية

  • يلعب مع أقرانه ويحاكي بعض التصرفات.
  • يتعاون مع الأطفال الآخرين.
  • يحاول إضحاك أصدقائه ببعض النكات.
  • يشرح عواطفه.
  • يبتكر الألعاب من نسيخ خياله.
  • يهتم بما يهتم به الآخرين.
  • يشعر بالحزن حيال حزنهم.

ماذا يجب أن يتعلم الطفل في عمر 3 سنوات؟

ما يتعلمه المرء في كل مرحلة عمرية يٌشكل هويته وشخصيته على المدى البعيد، وفي عمر الثلاث سنوات يجب أن يتعلم الآتي:

  • الأنشطة والمهارات اليدوية كالتلوين وحل البازل وتحقيق الانسجام بين حاسة البصر وحركة اليد.
  • اللعب بالعجين وتشكيله.
  • يدرك قيمة الوقت وإدراك مفهوم الزمن.
  • كتابة اسمه.
  • الاعتماد على النفس في تلبية احتياجاته.
  • تعلم مبادئ النظافة واتباع القواعد.
  • مشاركة الآخرين والتعاون معهم.
  • اتباع التعليمات الخاصة بسلامته وصحته.
  • الإمساك بالقلم على النحو الصحيح.
  • أن يكون مستقل في بعض الأمور.

ضرب الطفل في عمر الثلاث سنوات

من الطرق السهلة التي يتبعها البعض في التربية وتنشئة الأطفال الضرب، وذلك السبب الرئيسي في العُقد والسلوكيات الخاطئة التي يكبر عليها الطفل ويمارسها في حياته، فالضرب ليس الوسيلة لطفل في عمر الثلاث سنوات، فلهذا الأسلوب آثار سلبية منها:

  • الضرب يولد العنف، حيث يكبر الطفل وفي باطنه اعتقاد بأن العنف هو الحل لتحقيق أي غاية.
  • فقدان الثقة بالنفس والتهرب من المواجهة، والميل نحو الانطواء وتجنب تكوين أي علاقة تربطه بالآخرين.
  • الضرب لا يُحسن السلوك أو يقلله بل يعمل على وقف هذا السلوك لبعض الوقت ثم العودة لممارسته من جديد، وهذا السلوك قد يُلازم الطفل حتى مراحل متقدمة من عمره.
  • يرتبط أسلوب الضرب بالذكريات التي تتشكل لدى الطفل، ويبقى أثرها طويلاً معه ولا يستطيع التحرر منها.
  • الضرب يعكس ضعف ثقة الضارب بنفسه وعدم قدرته على ضبط أعصابه والتحكم في تصرفات طفله.
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.