هل التخاطر حقيقي؟ أثار هذا السؤال الكثير من الجدل حوله، وخلق اختلاف كبير بين العلماء ورجال الدين حول حقيقته وحرمانيته؛ ولهذا نهتم في سطور هذا المقال التطرق إلى ظاهرة التخاطر ومعرفة هل يوجد أساس علمي لها أم لا؟ كما نعرض تجارِب مع التخاطر وهل لها أضرار أم فوائد فيمكنكم المتابعة معنا.
هل التخاطر حقيقي؟
هل التخاطر علم حقيقي؟ وهل تم الوصول إلى اليقين العلمي في ظاهرة التخاطر؟ وأنها تستوفي الشروط العلمية؟
كان الجواب عن هذا السؤال هو أن التخاطر ليس علمًا معتمدًا، ولكن هناك أشخاص يدرسون ما يسمى بعلم النفس غير الطبيعي، وأكد الباحثين أن ظاهرة التخاطر هي ظاهرة علمية وصحيحة، ولذلك أثار التخاطر الجدل حوله.
فمن المحتمل أن معظم علماء النفس بل وعمليًا كل علماء الأحياء يعتبرون أن الدليل الذي يدعم التخاطر، ليس له قيمة من الناحية العلمية، على الرغم من تلك الحجج المستخدمة من أولئك الحريصين على إعطاء شيء من الاحتمال لنتائج الاختبارات المفترضة، إلا أن عدد ضئيل من العلماء هم الذين لديهم نظرة جدية للتخاطر مقارنة بغيرهم.
التخاطر العاطفي
التخاطر العاطفي هو أحد صور التواصل الروحي بين شخصين مهما كان البعد بينهم، ويتم فيه نقل المشاعر والأفكار المتعلقة بالحالة العاطفية كالشعور بالحب أو الاشتياق أو ربما الحالة النفسية مثل القلق، التوتر، السعادة، الحزن وهكذا.
علامات نجاح التخاطر
كيف أعرف أن رسالة التخاطر وصلت؟ إليك في النحو التالي أهم علامات نجاح المخاطر:
- رأيت الشخص في منامك وكانت مشاعرك في المنام حقيقة كما لو كان حقيقة وليس حلم، فلا يكون تفكيرك منصب على رسالة التخاطر.
- أنت تكون في أحلام هذا الشخص الذي أرسلت له رسالة التخاطر، في حال أخبرك بأنه رآك في المنام فهي من علامات نجاح التخاطر.
- اتصل بك والتقيت به فجأة بدون موعد هي علامة تؤكد الحصول على جواب عن رسالتك.
- كان لديك شعور قوي بأن التجربة حقيقة وطاقتك عالية وقدرتك الروحية جيدة.
- شعر بمشاعر قوية وغريبة ومفاجئة، فالمقياس في نجاح رسالة التخاطر هو أن تكون مشاعرهم حقيقة وليست مجرد وهم.
- شعرت بنفس شعور ذلك الشخص وبنفس الوقت فهذا يدل على وجود حبل يربط بينكما ينقل المشاعر والأفكار والطاقة.
- زيادة التوافق بينك وبين ذلك الشخص.
- تمتلك أفكار تبدو كما أنها ليست أفكارك أنت وتبدو مختلفة عنك وكانها للطرف الآخر.
هل التخاطر له علاقة بالجن؟
هل للتخاطر علاقة بالجن؟ وهل يفتح التخاطر على الشخص أبواب السير في طريق السحر والشعوذة؟
الحقيقة أن الاستغراق في التخاطر والعمل به في اتجاه الشر يفتح باب الشعوذة والدجل والخوض في الأمور الغيبية بسبب الاعتماد على القدرات التي في أصل مجرد أوهام وتخيلات، ولهذا يتداول حوله أقاويل تصب في بئر الحرمانية، ولكن هل هذا الأمر بالفعل الصحيح؟
كما أوضحنا أن الفكرة في كيفية استخدام التخاطر، فالبعض يتخذ التخاطر على أنه علاقة روحانية بين العبد القائم به وربه، مما يدل على الاستقامة، ولكن يُشترط لحدوثه أن يكون العبد صالح ومن أهل العلم، وذلك مثل قصة سيدنا عمر بن الخطاب مع ساريه، وهو يخطب على المنبر، والتي تدور أحداثها عندما رسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيش إلى الشام بقيادة سارية، وفجأة صرخ عمر وهو على المنبر في المدينة يا سارية الجبل يا سارية الجبل، وبعد عودة سارية والجيش الإسلامي ذكر لعمر أنهم وقعوا في مشكلة مع جيش العدو فسمع صوته وهو يرشده إلى جبل ليحتمي فيه.
ولكن في أحياناً أخر يفتح التخاطر أبواب للدجل والشعوذة والاتصال بالعالم الآخر والموتى، بسبب الاستغراق للوصول إلى أمور الغيبة، والاعتماد على قدرات وهمية، والانفصال به عن الواقع.
يطرح سؤال هل التخاطر حرام؟ بقوة من قبل الكثير من الناس لا سيما أن هذا الموضوع شائك، والسبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى استخدام الكثير له في طريق الشر بدلاً من الخير، مما جعل هذا الأمر يثير الجدل حول تفسير علماء الدين لظاهرة التخاطر.
فيجب أولاً توضيح أنك هناك فرق بين التخاطر وما يسمي بالكرامة التي يهبها الله تعالي لعباده، فلا يجوز الخلط بين الاثنين لأن الكثير ممن يؤيدون التخاطر يعتمدوا في حجتهم وبرهانهم على موقف سيدنا عمر حيث علم لحادثة ساريه وجيشه الذي ذكرناه سابقا، وما حصل مع أبو بكر الصديق ومعرفته أن زوجته حامل في أنثى، فهذا النوع يمكن تسميته كرامة من كرامات الله منحها للعبد وميزه به، وخير دليل على ذلك قول الرسول صلي الله عليه وسلم الذي روته السيدة عائشة رضى الله عنها: ”قدْ كان يكونُ في الأُمَمِ مُحَدَّثُون فإنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أحدٌ فعُمرُ بنُ الخطَّابِ”.
ومن هنا اتفق العلماء والفقهاء وأهل الدين أن التخاطر شيء غريب وكأنه نافذة للشعوذة والدجل، خاصة وأنها قد تختلط بأفكار غربية لا تعرف الصحيح والحلال، ولا يعتمد على أبحاث ودراسات علمية، بل أنه في الغلب قائم على عقائد وثنية قديمة، والدخول فيها يشكل خطورة على عقيدة المسلم،وأنه لا أساس له من الصحة ولم يأتي ذكر التخاطر في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، هذا التخاطر الذي يتم عن طريق الأرواح والذي يدعي الناس فيه قدرتهم على مخاطبة أرواح الآخرين حتى الموتى، فما هو إلا فعل شيطاني وشيء من الشعوذة.
ولهذا يٌحرم التخاطر في الشريعة الإسلامية لأن معرفة الغيب بيد الله وحده، وهذا الضرر أيضًا يؤدي إلى الانفصال عن الواقع ومع مرور الوقت الانضمام إلى الدجالين ودعم أفكارهم خاصة إذا كان الشخص ضعيف الإيمان وبعيد عن طاعة الله.
وقد استند العلماء على أن التخاطر لا يرتبط بمكان أو زمان واستشهدوا بالآية القرآنية الثانية والأربعون من سورة الزمر في قوله تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، كما أن أذكار النوم تشمل الدعاء القائل (اللهم إني وضعت جنبي فإن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرجعتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).
وهذا يعني أن في وقت النوم تخرج الروح من الجسد، ولهذا يعرف النوم بالميتة الصغرى وهذا ما وفق عنده علماء الإسلام، ليستكمل علماء الغرب تفسير الظاهرة بالمزيد من البحث والدراسة وتوصلوا إلى أن الإنسان قادر على التخاطب مع من يرغب في أي مكان بالعالم عن طريق التواصل الروحي، بأن يسترخي تمامًا قبل نومه ويفكر فيمن يرغب التواصل معه ومنذ هذه اللحظة تبدأ مرحلة التخاطر الروحي.
أضرار التخاطر
تبرز أضرار التخاطر فيما يلي:
الإجهاد الذهني:
يعاني من يهتم بالتخاطر ويمارسه من الإجهاد الذهني والإعياء بسبب التركيز على فكرة واحدة وهي التخاطر، والتركيز بطريقة مفرطة قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض العضوية مثل السكر أو ضغط الدم.
البعد عن الواقع والحقيقة:
من يمارس التخاطر تجد أنه يعاني من الانفصال التام عن الواقع بسبب الاستغراق في التخاطر الذهني، فيصبح هذا الشخص غير قادر على التواصل اللفظي لأنه منتبهًا للتواصل الغير حسي فقط، ويهمل الأشياء الملموسة الضرورية مثل العلاقات الاجتماعية.
الإصابة بالاضطرابات النفسية:
يؤثر التخاطر على الصحة النفسية لمن يمارسه وذلك بسبب التمادي في التفكير والتركيز وانعزال الشخص الممارس لفترات طويلة فيبقى وحيدًا، يستدعى أفكار الماضي لكي ينجح في تحقيق التواصل مع الآخرين ولكن في حالة فشله فقد يُصاب بالإحباط والاكتئاب واليأس بسبب عدم وصوله لنتيجة ملموسة.
فتح أبواب للشعوذة والسحر:
من أكبر أضرار التخاطر وممارسته أن الشخص يظن أنه لديه القدرة على معرفة الغيب، ولهذا يٌحرم التخاطر في الشريعة الإسلامية لأن معرفة الغيب بيد الله وحده، وبالتالي يبعد الإنسان عن الإيمان بالله ويجعله يأخذ خطوات خافية في عالم افتراضي آخر قد يؤدي به إلى الشرك والكفر والعياذ بالله، لأنه يدعي أنه يطلع على الغيبات، ومن ثم يفتح على الشخص أبواب السير في طريق السحر والدجل والشعوذة.
بناء الخلافات والصراعات:
حيث شمل التخاطر جوانب سلبية، فلم يقتصر على إرسال رسالة لشخص بعيد وإنما الإطلاع على ما يفكر فيه هذا الشخص، وهنا يكمن أسوء وجه للتخاطر وهو بناء الخلافات بين الناس، بسبب تمكن المخاطر من معرفة معلومة لا يرغب الشخص الآخر في الإفصاح عنها، مثل سرقة الأفكار الإبداعية.
ضحايا التخاطر
بالبحث عن أضرار التخاطر وجدنا أن أغلب ضحايا التخاطر يعانون من الإصابة بالاكتئاب والإحباط، ويرجع ذلك إلى عدم وصولهم إلى نتائج ملموسة، حيث يبقى الشخص لساعات طويلة ينفصل عن الواقع ويحاول نقل أفكاره ولكنه في النهاية لا يحقق شيء، مما يصيبهم بالاكتئاب والاعتقاد بالفشل الشنيع.
تجربتي مع التخاطر
هناك الكثير من التجارب مع التخاطر التي حققت نجاح ويمكن عرض أمثلة منها في النحو التالي:
تقصها نهلة التي تزوجت خطيبها بعد التخاطر، فقد انفصلت عنه 7 أشهر، بعد خطوبة امتدت لمدة عامين، وكان الحب متملكًا من قلب نهلة، فحاولت بكل الطرق إرجاع خطيبها دون أن تظهر في الصورة بشكل مباشر حفاظًا على كرامتها، حتى سمعت عن التخاطر من مجموعات الفيسبوك، فقررت خوض التجربة، ليحدثها خطيبها بعدها بيوم واحد، وأعلن عن رغبته في الرجوع.
وهناك تجارِب أخرى مذهلة حدثت بالفعل بخصوص التخاطر مثل:
تجرِبة الرئيس صدام ومقابلته مع الرئيس الأمريكي بوش، حيث تم الترتيب لمقابلة بينهما وكان كالعادة لم يحب الرئيس صدام أن يكون في أي لقاء إلا إذا تساوت كفتي الحوار، فكان يرى أنه لا يقل عن الرئيس الأمريكي في شيء، واستعان وقتها الرئيس صدام حسين ببعض المتخصصين البارعين في علم النفس ثم طلب منهم أن يقوموا بدراسة كل تسجيلات الرئيس الأمريكي جورج بوش دراسة جيدة، ثم طلب منهم أن يقلد الرئيس جورج بوش تقليدًا دقيقًا.
واستعان بأساتذة في علم النفس المتخصصين في الباراسيكولوجي، وأجرى الرئيس صدام حسين مقابلة مع مقلد الرئيس الأمريكي بوش، ثم قابل الرئيس الأمريكي الحقيقي بعدها، والمفاجأة أن صدام حسين استطاع أن يتنبأ بكل الحوار الذي قام به مع الرئيس الأمريكي قبل أن يجريه فقد بتلك الحيلة التي سُميت في وقتها بالتخاطر عن بعد.
