إن مسألة التفكير في شخص ما تحدث دون إرادة منا، فقد لا نستطيع أن نتوقف عن التفكير بأحدهم، والاستغراق في عالم من الأحلام يكون تواجده فيه رئيسياً، ونحن عندما نفعل ذلك، نقع تحت أسر العقل الباطن، والرغبات التي نخفيها بداخلنا، ولا نستطيع التصريح بها علنياً، ولكن هل التفكير في شخص يعني انه يفكر فيك؟ هذا ما سوف نستعرضه بالتفصيل في هذا المقال، مع سرد تأثير التخاطر بالسلب والإيجاب.
هل التفكير في شخص يعني انه يفكر فيك؟
- يرى الكثير من الناس أن فرط التفكير بشخص معين يعني ضمنياً أن يبادلك نفس التفكير، ويكون تركيزه كله موجهاً نحو حياتك وتفاصيلك الخاصة، ولكن هذا ليس صحيحاً كلياً، فالأمر هنا نسبي، ويختلف من حالة لآخر.
- فبناءًا على بعض الدراسات النفسية، ترى أن التفكير الزائد عن الحد في شخص معين يعد انعكاس لمدى التعلق بهذا الشخص، والاحتكاك به طوال الوقت سواء في الواقع والتواصل المباشر أو بطرق غير مباشرة كمتابعة أخباره وتفاصيل حياته على مواقع التواصل.
- فالتفكر في شخص يعتبر نوع من الاحتلال أو السقوط تحت سيطرته والانصياع له، وذلك يعد في جوهره انعكاس لاستيلاء وجوده على قلبك، ولكن في حالات أخرى، يكون تفكيرك في شخص معين هو مؤشر على تفكيره أيضاً بك.
- ويعد ذلك نوع من أنواع التخاطر، والذي يعد في مضمونه صورة من التواصل الروحي بين الأشخاص، ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل تفكير موجه لشخص معين، أن يكون انعكاس لتفكير هذا الشخص.
كيف تعرف أن شخص يفكر فيك ويحبك؟
هناك بعض العلامات التي توضح مدى تفكير شخص معين بك، وهل هذا التفكير مجرد شيء عابر أم يعقبه الحب والاهتمام، ومن هذه العلامات:
- النظر المطول عند رؤيتك أو اللقاء بك في مكان ما، وخلق فرص التواصل البصري من ناحيته، والمحاولات المستميتة لحصد انتباهك ولفت أنظارك.
- كسر الحواجز، وإزالة العقبات التي تحول بينه وبينك، والانفتاح عليك دوناً عن غيرك، والنظر باهتمام لك، ورسم الابتسامات متى لاحظك في مكان ما.
- يكون على إطلاع بكافة تفاصيلك الصغيرة، ويعني كثيراً بأيامك المهمة، وتكون ذاكرته قوية بشأن الأشياء التي تحبها، وكذلك الأشياء التي تزعجك.
- يكون أكثر انصاتاً لحديثك، ولا يقاطعك متى بدأت في التعبير عن مشاعرك، ولا يترك فرصة إلا ويستغلها للجلوس بجانبك، وقضاء أكبر وقت معك.
- من علامات الحب والإفراط في التفكير، أن تجد الطرف الآخر كثير السؤال والاطمئنان، ويكون على تواصل دائم معك، ويسعى بكافة السبل الممكنة لإسعادك.
- لا يحاول أن يُبدي رأيه بالنقد على حياتك، ويتقبلك كما أنت، ولا يسعى لتوجيه أي لوم قد يثبط من معنوياتك أو يخفض هِمتك، بل يكون أكثر دعماً وتأييداً لقراراتك، ويبعث في قلبك نوع من الأمان والطمأنينة.
- يثق بك بشدة، ويحترم أفكارك وقراراتك مهما كانت مُغايرة لتوقعاته أو متباينة مع مبادئه الخاصة، ولا يعمل على التقليل من شأنك أو الحط من قيمة أفكارك.
عندما تفكر بشخص هل يحس؟
- ووفقاً للأبحاث النفسية، لا نستطيع أن نستدل على أن التفكير في شخص معين، يعد مؤشر على إحساس هذا الشخص بهذا التفكير الذي نوجهه له، فلا يوجد طريقة علمية لكشف ذلك، ولكن بعض التجارب التي تم القياس عليها، تؤكد أن التفكير يعقبه استجابة من قبل الطرف الذي نفكر فيه.
- ويتحدد ذلك بناءًا على نوع الرابطة التي تجمع بين الطرفين، فعندما نفكر في شخص نحبه، ويبادلنا نفس الحب، يكون التفكير هنا محل نظر من قبل الطرف الآخر، ويستجيب معه بصورة تلقائية وإن لم يكن يعرف السبب.
- أما إذا كان التفكير في شخص غريب ولا صلة لنا به، فلن يكون هناك استجابة من جهة الطرف الآخر، وذلك لعدم وجود رابطة تجمع بين الطرفين.
- ومن الضروري أن لا نغفل أن التواصل مع الآخرين ليس مقتصراً فقط على التواصل الحسي، وإنما سبل التواصل كثيرة ومتنوعة منها، ما هو متعلق بالروح، فمتى ائتلفت الأرواح، تقاربت الأجساد دون إرادة منها.
ما سبب التفكير في شخص فجأة؟
لا شك أن في حياتنا اليومية قد نفكر في شخص بغتة ودون سابق إنذار، ولا نستطيع فهم السبب خلف ذلك، وسواء كان التفكير سلبياً أو ايجابياً، إلا أن الأمر يدعو للغرابة، فما الذي يجعل شخص يفكر في شخص آخر فجأة؟
- تنظر بعض الدراسات النفسية إلى هذه المسألة من زاوية أن التفكير المفاجئ في شخص ما، يكون انعكاساً لتفكير هذا الشخص بك في نفس اللحظة، وعلى الرغم من صعوبة التوصل لهذه النتيجة علمياً إلا أن هناك الكثير من الشواهد والتجارب التي تؤيدها.
- أيضاً التفكير فجأة في شخص يعزو إلى التقارب والتناغم بين الطرفين، وصدق المشاعر والمحبة المتبادلة، فكلما كان الفرد صادقاً وشفافاً في عواطفه وما يكنه للطرف الآخر، كانت مُخيلته وصدره أرحب بتوارد هذا الشخص على قلبه وذهنه.
- كثرة التفكير في شخص ما، يعد سبباً كذلك لمجيء هذا الشخص على بالك فجأة، فيكون الدافع هنا هو فرط التفكير الذي يُخزن في العقل الباطن، وفي لحظات ما، يحرر العقل الباطن بعض أفكارك ومشاعرك فجأة، فتظهر جلية أمام عينيك.
- وجود الاهتمام وتبادله مع هذا الشخص، فالتفكير الذي يتمحور حول فرد معين يكون سببه أيضاً اهتمامك وتعلقك به، لذا ليس غريباً أن يبرز فجأة في مخيلتك.
سبب التفكير المستمر في شخص لا اعرفه
- من الأمور الغريبة التي قد تواجه البعض منا، أن نجد أنفسنا على حين غفلة، نفكر في شخص لا نعرفه جيداً، ولا توجد رابطة قوية تربط بيننا.
- ويرى علماء النفس أن التفكير هنا راجع لوجود موقف أو حدث جمع بينك وبين هذا الشخص أو لقاء قديم كان له تأثير كبير على حياتك، مما جعل هذا الشخص مؤثر على مستقبلك والمكانة التي وصلت إليها.
- بينما ينظر بعض الخبراء أن التفكير المستمر في شخص تجهل عنه الكثير، قد يكون مؤشر أو تنبيه بوجود أزمة أو مشكلة يمر بها هذا الشخص، وفي لحظات عدة يكون للعقل الباطن دور في بعث بعض الرسائل لصاحبه بضرورة التدخل أو تقديم يد العون لهذا الشخص إن كان بحاجة إليك.
- ولكن الرأي الأرجح بين العلماء والخبراء، أن التفكير في شخص لا صلة لك به، يعزو إلى وجود مناسبة أو لقاء أو موقف قد حدث مؤخراً، في لحظة معينة من حياتك، وصادفت فيه هذا الشخص، ودار بينكما حديث أو موقف لا يزال يدور في مُخيلتك، ثم يأتي دور العقل الباطن في تحرير هذه الذكرى وخصوصاً عند التعرض لضغوط نفسية وعصبية حادة أو عند الترويح على النفس والاستجمام.
إذا سيطر شخص ما على تفكيرك فهذا هو الحب
- من الجدير بالذكر، أن الأشياء التي نوجه أبصارنا نحوها، ونفكر فيها بإفراط تشكل جوهر وجودنا، وتعد سبباً رئيسياً للمحاولة والإصرار لجذبها نحونا أو الحصول عليه.
- ولذلك ذهبت بعض البحوث النفسية إلى الربط بين التفكير في شخص ما، وبين مشاعرنا تجاهه، فإن سيطر شخص معين على حواسنا وتفكيرنا وعواطفنا، كان ذلك ناتجاً عن التعلق به وفرط محبته.
- ويجب أن نضع في الاعتبار، دوافع هذا التفكير، فقد يكون الطرف الآخر الذي يستحوذ على قدر كبير من تفكيرنا نحوه ممن ينافسوننا أو يضمرون لنا الشر والضغينة.
- وكثيراً ما نود الانتقام من هؤلاء الأشخاص لما فعلوه بحياتنا، فمشاعر الانتقام والحنق هي الأكثر سيطرة على تفكيرنا وحواسنا، فلا نفتأ أن نراهم، حتى نثأر منهم دون تردد.
- ووفقاً لنوعية علاقتك بالطرف الآخر، تتحدد طبيعة عواطفك ومشاعرك نحوه، فإن كنت محباً له، وزاد تفكيرك عنه حتى سيطر على عقلك، فذلك حب بلا شك.
التفكير في شخص طوال الوقت
إن فرط التفكير في شخص يعزو لعدة أسباب منها:
- استحواذ هذا الشخص على حياتك، وأن يكون وجوده مؤثر، وكذلك غيابه، وأن تعده جزء من حياتك وأهدافك المستقبلية.
- أن يكون تفكيرك به طوال الوقت ناتج عن تفكيره بك أيضاً، وانشغاله الدائم بحياتك وتفاصيلك.
- قد يكون التفكير ناجم عن مواقف وتصرفات من ناحيته، أثارت اعجابك واهتمامك، مما يدفعك للتفكير فيه دون توقف.
- وجود قرب من هذا الشخص جغرافياً وفيزيائياً وروحانياً، فكلما قلت المسافة بين شخصين، كان التفكير مسيطراً عليهما.
- يعد التفكير باستمرار في شخص معين أيضاً راجعاً لفضولك نحوه، ورغبتك في التعرف عليه أكثر، وبدء علاقة معه.
- وأخيراً فإن فرط التفكير والاهتمام المبالغ به في شخص معين يعد مؤشر على الوقوع في حبه والافتتان به.
التفكير في شخص قبل النوم والحلم به
- إن اللحظات التي تسبق النوم، هي ذاتها اللحظات التي يستعيد فيها الشخص كافة ما مر به على مدار اليوم، كما تعد أيضاً نفس اللحظات التي يبدأ تأهيل نفسه فيها لقدر من السكينة، وذلك لأن العقل الواعي يكون في حالة استرخاء، بينما ينشط العقل الباطن، وتنتقل إليه القيادة والسيطرة.
- ويتلق التفكير بشخص قبل النوم بفكرة التخاطر وتوارد الأفكار روحانياً مع هذا الشخص، وتبادل المشاعر وتسرب الطاقة منه وإليه.
- وينتقل هذا التفكير إلى حيز العقل الباطن، الذي يعمل بدوره على إشباع الرغبات التي تعجز عن تحقيقها في الواقع المعاش، فيُحررها في أحلامك، كنوع من إشباعها على الصعيد النفس والوجداني.
- وعندما يتمحور وجود شخص ما علي تفكيرك في ساعات الليل، ويراودك في أحلامك، فإن ذلك مؤشر على وجود قدر من المحبة التي تكنها له.
