تعتبر الدوخة مظهر من مظاهر عدم التوازن والثبات التي تصيب الإنسان ويفقد فيها القدرة على الرؤية بوضوح أو إدراك المسافات في المكان، وقد يرى الأشياء تهتز من حوله أو تتأرجح يميناً ويساراً، ولعل من الشائع حدوث الدوخة بعد الاكل فما أسبابها؟ وهل هناك أعراض مُسبقة لها؟ ومتى يجب استشارة الطبيب؟ وفي هذا المقال نتعرف على كافة الجوانب التي تخص مسألة الدوخة بعد تناول الطعام بمزيد من التفصيل والشرح.
الدوخة بعد الاكل
- يعاني الكثير من الناس من مسألة الشعور بالدوار بعد تناول الطعام، ويمكن أن يكون السبب خلف ذلك هو انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم، فذلك عامل مؤثر في الإصابة بالدوخة.
- كما تذهب الدراسات إلى التأكيد على أن بعض الحالات الطبية التي تعاني من الحساسية الغذائية هي الأكثر عرضة للإصابة بالدوخة بعد الأكل، ويُطلق على هذه الحال مُسمى (دوار ما بعد الأكل).
- وفي حالات مثل عدم تناول الأكل لفترات طويلة أو اتباع حمية غذائية قاسية، فإن الدوخة أمر من الوراد حدوثه بكثرة، وذلك لأن الجسم يفقد المعدلات الطبيعية من الطعام.
- وعند الأكل وحتى الوصول لمرحلة هضم الطعام بشكل جيد يقوم القلب بتزويد المعدة والأمعاء الدقيقة بكميات كبيرة من الدم، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من عدد ضرباته، لتبدأ الأوعية الدموية بالانقباض والانبساط، ولكن بعض الأشخاص لا يتقبل جسمهم هذه العملية، فيصابون بالدوخة على الفور.
القولون والدوخة بعد الأكل
- يعتبر القولون أحد أجزاء الجهاز الهضمي المسؤول عن استخلاص الماء والملح والفيتامينات والعناصر الغذائية من المواد الغذائية غير القابلة للهضم، ومعالجة الأطعمة التي لم يتم هضمها في الأمعاء الدقيقة، والتخلص من الفضلات الصلبة من الجسم.
- وعندما يصاب القولون بضرر أو خلل فإنه لا يقوم بوظيفته بالشكل الطبيعي، ويبدأ في امتصاص السموم بدلاً عن التخلص منها، مما يتسبب في ظهور بعض المشكلات الصحية والأمراض المزمنة.
- ولقد كشفت العديد من الدراسات وجود ارتباط وتأثير بين مشاكل القولون والإصابة بالدوار، ففي معظم الحالات التي كانت تشكو من آلام الصداع والدوار، كانوا في نفس الوقت مصابين بالقولون العصبي.
الدوخة بعد الأكل وعلاقتها بالسكر
- إن العلاقة بين السكر والدوخة بعد الأكل متبادلة، فلا شك أن التأثير يحدث بصورة مباشرة، فعند التعرض لانخفاض مستوى السكر في الدم، فإن ذلك يفدي للشعور بالدوار بعد الأكل.
- كما أن تناول قدر كبير من الأطعمة المشبعة بالنشويات، يكون له تأثير في انخفاض مستوى السكر في الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالدوخة.
- وتبرز الدوخة بعد الأكل وعلاقتها بالسكر في الشعور بعدم التوازن العابر، وحدوث شبه إغماء، وقد يكون الإغماء مستمر في لحظات الصيام وخصوصاً في شهر رمضان.
- وقد يصاحب ذلك أيضاً أعراض مثل ضيق التنفس أو التقيؤ أو الخفقان، وتهيج أعصاب القلب الناتج عن قلة السوائل.
أسباب الشعور بالهبوط بعد الأكل مباشرة
هناك العديد من الأسباب للشعور بالهبوط بعد تناول الطعام مباشرة، ومنها:
- التحول المفاجئ من وضعية الجلوس لوضعية الوقوف، مما يسبب دوخة أو هبوط مؤقت يزول آثره بعد دقائق.
- ارتفاع معدل ضربات القلب، وضخ المزيد من الدم عبر الجسم، ولقد تم تقدير إصابة حوالي تلث النساء والرجال بهذه الحالة.
- نقص السكر في الدم.
- الإفراط في شرب المنتجات التي تحتوي على درجات عالية من الكافيين مثل القهوة، والإقبال أيضاً على شرب المواد الغازية.
- انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام مباشرة، وذلك لزيادة تدفق الدم نحو المعدة والأمعاء، مما يقلل الدم في الأجزاء الأخرى من الجسم.
أسباب الدوخة والنعاس بعد الأكل
يرى الخبراء أن هناك الكثير من الأسباب خلف النعاس أو الرغبة الشديدة في النوم بعد تناول الطعام، وكذلك الإصابة بنوبات من الدوار، ومنها:
- الإفراط في تناول الطعام بكميات كبيرة بعد الجوع.
- تدفق الدم إلى المعدة، ونقص الدم الواصل إلى الدماغ، مما يؤدي إلى النعاس والدوار وضيق التنفس.
- نقص بعض العناصر الهامة للجسم، مثل: البوتاسيوم.
- الخلل في نشاط الغدة الدرقية سواء في قلة النشاط أو زيادته.
- الإصابة بمرض السكري.
- الممارسة الزائدة عن الحد للأنشطة الرياضية.
- مرض عضلة القلب.
الدوخة بعد الاكل عند الحامل
تحدث الدوخة عند المرأة الحامل لعدة أسباب، منها:
- ارتفاع الهرمونات التي تسبب اتساع في الأوعية الدموية، الأمر الذي يعمل على زيادة تدفق الدم إلى الجنين في الرحم، وعند عودة الدم في الأوردة، فإنه يعود ببطء، مما يؤدي لانخفاض ضغط الدم، ومن ثم تصاب بالدوار.
- انخفاض مستويات السكر في الدم.
- الإصابة بفقر الدم أو الدوالي.
- تزداد آثار الدوخة وأعراضها في النصف الثاني من الحمل، وذلك لأن رحم الأم المتنامي يضغط على الأوعية الدموية.
- الاستلقاء على الظهر، مما يسمح لوزن الطفل بالضغط على الوريد الأجوف.
دوخة وألم في المعدة بعد الأكل
قد يشعر المرء بأوجاع في المعدة، ويصاحب ذلك نوبة من الدوار وخصوصاً بعد تناول الطعام، ويعزو ذلك إلى:
- نقص السوائل في الجسم أو الجفاف يؤدي إلى الشعور بآلام في المعدة، ويتبع ذلك أيضاً نوع من الخمول والتبول بصورة أقل وجفاف الفم واغمقاق لون البول.
- انخفاض ضغط الدم بعد الانتهاء من تناول الطعام، ويرافق ذلك آلام في محيط الصدر والرغبة في التقيؤ وتشوش الرؤية.
- الدورة الشهرية.
- اضطرابات القلق.
- النوبات القلبية.
- نزيف الجهاز الهضمي.
- الزائدة الدورية.
- الإفراط في التمارين الرياضية.
- إنلفونزا المعدة.
- شرب الكحول.
الأعراض الظاهرة أثناء الدوخة
- فقدان القدرة على تحقيق التوازن.
- عدم التثبت والاهتزاز يميناً ويساراً.
- ثقل الرأس.
- الرغبة في التقيؤ واستفراغ ما في الجوف.
- الشعور الزائف بالحركة.
- وجود شعور باطني بالإغماء.
- تأرجح الأشياء حولك.
كيف تتجنب الإصابة بالدوخة بعد الأكل؟
- البعد عن الإفراط في تناول الطعام، وأكل ما يكفيك فقط.
- تجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات.
- الإقدام على تناول الأطعمة بطيئة الهضم كالبروتينات.
- شرب قدر كافي من المياه يومياً.
- استشارة الطبيب بين الحين والآخر إن تكررت الدوخة.
- الفحص الدائم لمرض السكري.
حالات الدوخة التي تستوجب مراجعة الطبيب
هناك حالات معينة من نوبات الدور عند التعرض لها، يجدر بالفرد حينها استشارة الطبيب ومراجعته دون تردد، ومنها:
- الشعور بألم شديد في الصدر.
- ضيق في التنفس أو عدم القدرة على أخذ النفس.
- ارتفاع حرارة الجسم أو حمى.
- الصداع الشديد أو الشعور بألم حاد في الرأس.
- وجود تصلب في الرقبة.
- وجود صعوبة في الرؤية أو السمع.
- الوهن والخمول والشعور بالخدران.
- السقوط أو الإغماء المتكرر.
- اضطراب معدل ضربات القلب.
علاج الدوخة بعد الاكل
يرى الأطباء أن العلاج من الدوخة ينقسم إلى نوعين، منه الدوائي، والآخر نفسي، والثالث يتعلق بالسلوكيات التي ذكرنها مسبقاً.
يتمثل العلاج الدوائي في:
- أدوية تعمل على منع نوبات الصداع النصفي أو الحد منها.
- أدوية تتعلق باضطرابات القلق، وهي مضادات للقلق.
- أدوية تعني بالعمل على تخفيف الدوار والتقيؤ.
يتمثل العلاج النفسي في:
- يساعد العلاج النفسي على الحد من اضطراب القلق والاكتئاب، وتغيير الوضعيات التي تؤثر سلباً في حدوث الصدمات النفسية.
- العلاج عن طريق التوازن، وذلك بالقيام ببعض التمارين التي تساعد على تعزيز التوازن، ويطلق عليها (إعادة التأهيل الدهليزي)
- استخدام بعض التقنيات للتخفيف من الدوار، مثل: تقنية إعادة وضع القناة أو مناورة إيبلي، ومن الهام مراجعة الطبيب قبل ممارسة هذه التقنيات.
