الفرق بين الحب والصداقة بين البنت والود

Mohamed Sherefالمُدقق اللغوي: Rana Ehab15 أبريل 2022آخر تحديث : منذ 8 أشهر

لا شك أن هناك العديد من السمات المشتركة بين الحب والصداقة، ومع ذلك فإن الاختلافات بينهما جذرية وعميقة ويمكن ملاحظتها ببساطة، وكثيراً ما ينظر البعض إلى الصداقة على أنها حب، فالخيط بينهما رفيع، وتعتبر العلاقات العاطفية محور اهتمام البشر منذ الخليقة، لذا كان هناك تداخل بينها وبين بعضها، وما يهمنا في هذا المقال تحديد الفرق بين الحب والصداقة بالشرح الوافي.

 - مدونة صدى الامة
الفرق بين الحب والصداقة

الفرق بين الحب والصداقة

لقد تنوعت المشاعر والعواطف بين البشر بصورة ملحظة، ونظراً للتداخلها بينها وبين بعضها، ارتبطت كل مجموعة منها بمسمى معين يميزها عن الأخرى، ولعل الفرق بين الصداقة والحب من الفروق التي يمكن ملاحظتها ببساطة وفهم عميق.

  • الصداقة من العلاقات التي تتسم باستمراريتها وزمنها التاريخي الطويل، فالصداقة قد تبدأ منذ الطفولة وتستمر، وقد تنقطع السُبل، لكن هناك منافذ للتواصل من جديد، بينما في الحب فهو في الأغلب يبدأ عند عمر معين، وإذا فقد المحب حبيبه، فإن امكانية العودة تستحيل على الطرفين.
  • في الصداقة يكون العقل سيد الموقف، أما في الحب فإن العاطفة تسيطر على الطرفين، وتكون الدافع خلف العديد من القرارات، فمعظم التصرفات والأفعال غير المنطقية يكون سببها الأول العاطفة والتعلق الشديد والإفراط في الحب.
  • الحب يقتصر على طرفين يتبادل كل منهما ذات المشاعر، أما في الصداقة، فإن الصديق ليس لك وحدك، بل تربطه علاقات صداقة بآخرين.
  • من شأن الصداقة أن تتحول لحب بمرور الوقت، أما الحب فلا يمكن أن يتبدل لصداقة، وذلك لاختلاف قواعد الحب عن الصداقة، كما أن هذا التحول فيه هبوط للأسفل، فالحب أسمى المشاعر.

ما هو الحب؟

  • لقد تعددت مفاهيم الحب وتنوعت بين مذاهب ومعتقدات مختلفة، فالكل قد أدلى بدلوه لوضع التعريف الأمثل للحب بين علماء النفس والفلاسفة والأطباء وخبراء اللغة.
  • والحب عبارة عن مجموعة من العواطف والمشاعر والرغبات الباطنية والحالات الوجدانية والعقلية والعاطفية التي تُلهب الفكر حماساً وتعصر القلب محبةً، ولا سلطان عليه.
  • ويعتبر الحب أيضاً إحساس قوي وعظيم يُبادله الفرد لإنسان آخر، يكن له الإعجاب والمودة وكافة صور الإنجذاب.
  • ولقد ارتكز هذا المفهوم عند علماء النفس على بعض السمات التي تُميزه عن غيره كالدعم الدائم وتقديم العون دون مناسبة والعناية بكافة التفاصيل والاهتمام المشترك والرعاية والحماية ضد أي أخطار والعطف والإخلاص والتعلق الشديد.

ما هي الصداقة؟

  • الصداقة في جوهرها علاقة اجتماعية تجمع طرفين أو أكثر في دوائر مختلفة، يكون أساسها الثقة المتبادلة والرحمة والمودة والتعاون المشترك.
  • وفي اللغة العربية تشتق كلمة صداقة من الصدق، فهذه العلاقة جوهرها الصدق والوضوح.
  • وفي هذه العلاقة نوع من الشراكة الوجدانية التي تربط الطرفين برباط مقدس لا يمكن قطعه أو تمزيقه مهما تعقدت السُبل وكثرة الهموم وتقلبت الظروف.
  • ومن سمات الصداقة، الاستمرارية والعشرة الطويلة والتقارب الفكري والاهتمامات المشتركة، والتواجد عند الحاجة والسؤال بين الحين والآخر.

الحب مقابل الصداقة

  • بين الحب والصداقة العديد من النقاط المشتركة التي تجعل فرص التلاقي بينهما كبيرة، ومع ذلك فأن الحب يقف مباشرة كمقابل للصداقة، فالعاطفتين رغم التشابه بينهما إلا أن كل طرف فيهما يقف على ناصية متباينة.
  • وفي الأغلب نجد أن الصداقة قد تتحول لحب بمرور الوقت، لكن قبل ذلك يتمهل الصديق قبل التفكير في هذا القرار الذي قد يكلفه الكثير، ففي الصداقة من الصعب أن ينفصلا الطرفين عن بعضهما وذلك لشدة ما يربط بينهما.
  • أما في حالة الحب، فإن العلاقة إذا انتهت، فلا يمكن أن تعود كسابق عهدها، وذلك لأن الحب لا يمكن أن يهبط لمستوى الصداقة، أما الصداقة فقد تسمو لمرحلة الحب.
  • لذلك نجد هاتين العاطفتين في مواجهة دائمة، فهذا يقف مقابل ذلك، ومع ذلك يتجه البعض إلى حل اللغز وتحقيق التقارب بين العاطفتين كما سيتضح في النقاط التالية.

الفرق بين الحب والعاطفة

  • إن الحب في جوهره عاطفة، لكن العاطفة ليست بالضرورة حب، حيث توجد الكثير من العواطف التي نكنها للآخرين وليس معنى ذلك أن تكون هذه العواطف مؤشر على المحبة أو المودة المتبادلة، فهناك العديد من العواطف المختلفة والمتناقضة في نفس الوقت.
  • أما الحب فهو شعور يسمو فوق المشاعر الأخرى وهو يعتمد على الثقة والشراكة والوفاء والتفاني والإخلاص والوفاء بالعهود والاهتمام بالطرف الآخر، والإحساس به وبتقلبات حياته، ومحاولة إسعاده بكافة السبل الممكنة.
  • فالفارق بين الحب والعاطفة، أن الحب هو في حد ذاته عاطفة، لكنها عاطفة محددة مسبقاً ولها مُسمى خاص بها، أما العاطفة فهي متنوعة، وبناءاً على نوع العلاقة يتحدد معناها وماهيتها الخاصة.

الحب والصداقة

  • تعتبر الصداقة والحب من أسمى العلاقات الإنسانية على وجه الإطلاق، فلكل منهما سماته وخصاله التي تختلف عن الآخر في نقاط معينة، وتتفق في نقاط أخرى، ومع ذلك فإن هاتين العلاقتين يعتبرا أساس الحياة البشرية والمعاملات الإنسانية.
  • فعندما خلق المولى هذا العالم، وأسس النظم بين الناس، كان من هباته عليهم أن خلقهم ليتعارفوا فيما بينهم، فلا أساس لهذا الكون دون علاقات وتفاعلات اجتماعية تُبنى على قدر من الثقة والالتزام والمسؤولية.
  • فالحب والصداقة في جوهرهما يعتبران بمثابة عاطفة تسمو عن باقي أشكال العواطف، وذلك لما يتصلا بجوانب مشتركة وأسس سليمة وخصال تتسم بالمودة والثقة والشراكة وتحمل المسؤلية تجاه الآخر في أحلك الظروف.
  • وهذه الجوانب الوجدانية الأصيلة لا يمكن محوها مهما تعددت السبل والوسائل لتحقيق هذا الهدف، فهذه الروابط أكبر وأقوى من ذلك بكثير.

السمات المشتركة بين الصداقة والحب

إذا كانت الفوارق بين الحب والصداقة جلية وواضحة بشكل ملحوظ، فإن السمات المشتركة بينهما أيضاً كبيرة ومنها:

  • وجود طرفين في هذه العلاقة، كل طرف يستمتع بالآخر ويجد لذة في مجاورته والبقاء معه.
  • الاهتمامات والأفكار المشتركة، والأولويات المتقاربة والعمل الدائم على عدم إزعاج الطرف الآخر أو نبذه بصورة تضايقه.
  • تقبل الذات وقبول الطرف الآخر، والتغاضي عن سلبياته وسيئاته، والاكتفاء بمحاسنه، والمساهمة في الأخذ بيده نحو الطريق الصحيح.
  • الثقة المتبادلة والوفاء بالعهد وتقديم يد العون عند الحاجة.
  • الفهم العميق والشعور بالآخر وعدم ذكر ما يُسيء إليه أو يعكر مزاجه.
  • البوح والتعبير عن حقيقة المشاعر، والإنصات الجيد.

الخيط الرفيع بين الحب والصداقة

  • يرى علم النفس أن الصداقة والحب بينهما خيط رفيع يكاد يجعل العاطفتين تلتقيان في العديد من النواحي دون إرادة أو إحساس من جانب الطرفين، فالتشابه بينهما كبير، وجوانب التلاقي لا يمكن اغفالها بأي حال من الأحوال.
  • ولكن أوجه الاختلاف قد جعلت هذا الخيط يسير في خط متوازي، فحتى وإن سارا الطرفين في نفس المسار وعلى اقتراب من بعضهما، إلا أن فرص التلاقي بينهما ضئيلة، وذلك لأن الحب علاقة أعمق وأصدق بكثير من الصداقة، ولكن الصداقة أكثر قوة على الصمود والاستمرار مهما تقلب الظروف.
  • وإذا كانت الصداقة من شأنها أن تتبدل لحب تحت ظروف ومثيرات معينة يستجيب لها الحب بصورة تلقائية، إلا أن الأخير يعجز عن فعل العكس، مما يرمز إلى أن طبيعة الحب قوية وسامية، أما الصداقة فتبذل قصارى جهدها للارتقاء لهذا النوع من العاطفة.

هل يمكن أن يتحول الحب إلى صداقة؟

  • هذا التحول يمكن استيعابه من الناحية النظرية، أما عند التطبيق على أرض الواقع، فنجد الإخفاق الذريع في تحقيق ذلك، فكثيراً ما نرى عند انتهاء علاقة عاطفية، أن كل طرف يُبادر ببلوع نهاية محمودة ينفصل فيها الشريكين عاطفياً، وتكون بينهما فرص لقاء وتواصل بعد الفراق.
  • لكن فرصة تلاقيهما هذه من الناحية العملية تعتبر مستحيلة، وذلك لأن الشعور العميق والعاطفة النبيلة التي بُني على أساسها الحب لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تهبط لمستوى الصداقة التي يُسلب فيها المرء الكثير من صلاحيتها.
  • فشعور مثل الغيرة وهو امتياز كان من حق المُحب، وكان يُبرر له الكثير من تصرفاته غير المنطقية، يُسلب منه ولا يستطيع استعماله عندما يرى الطرف الآخر مع غيره، الأمر الذي يدفعه للقهر والضيق والحزن الشديد.
  • لذا كان تفضيل البُعد وعدم التواصل هو القرار الذي يأخذه المرء على نفسه، كي لا يزيد ألمه رؤية محبوبة يعيش حياته في علاقات أخرى كان يرفضها في السابق.

الفرق بين الحب والصداقة بين البنت والولد

  • إن طرق الحب والصداقة بين الجنسين فيها اختلافات جذرية وملحوظة، فالوسائل المُتبعة وطرق التعبير عن الحب تتباين بين الولد والبنت، فالصداقة عند الفتيات عاطفية أكثر من اللازم، بينما عند الشباب فالعلاقة بها نوع من العقلانية التي يصحبها الغلظة والشدة عند اللقاء.
  • وفي الحب، تكون الفتيات أكثر حساسية وعاطفية عن الشباب، فالبنت تتبع قلبها في كافة قراراتها وأحكامها، ويتولد لديه نوع من الحدس الذي تتكهن به ما يُفكر فيه الطرف الآخر، أما الشاب فهو يميل إلى العقل كمصدر رئيسي لأحكامه وقراراته.
  • تميل الفتيات إلى الكلام اللين والمدح والاهتمام والعناية بكافة التفاصيل، عكس الشباب، فالتوجه الأساسي لديهم هو قلة الكلام والحد من نسبة التواصل الذي قد يُفدي إلى الملل.
  • في الحب، يستميل قلب البنت الهدايا والتعبير المنظم للمشاعر، أما الولد فهو عشوائي في مشاعره، ويصعب عليه تذكر الأحداث الهامة.

الفرق بين الصديقة والحبيبة عند الرجل

  • أظهرت العديد من الأبحاث أن الرجل لا يستطيع التفريق بين الصداقة والحب، فهو ينظر دائماً للصديقة على أنها حبيبة من المُحتمل خوض علاقة غرامية معها في أي لحظة.
  • كما توصلت الدراسات على أن قلب الرجل يتسع العديد من النساء في نفس الوقت دون القدرة على تخصيص عاطفة معينة لامرأة دون الأخرى، فهو يتعامل معهم بنفس العاطفة والإحساس.
  • ومع ذلك، فإن الرجل يستطيع تحديد الفوارق بين علاقاته، ويكون لديه القدرة على وضع الحواجز التي تميز طيبعة العلاقات التي تربطه بالآخرين.
  • فالحبيبة تعد جزء من حاضره ومستقبله، ولا يمكن بأي حال من الأحوال فصلها عن وتيرة حياته، أما الصديقة فهي تمثل لحظة عابرة قد تنقطع بينهما السبل لظروف الحياة المتقلبة.

الفرق بين الحب والصداقة في علم النفس

  • يرى علم النفس أن العلاقات العاطفية كالحب يكون المستقبل واحد بالنسبة للطرفين، فليس هناك استقلالية في التخطيط للمستقبل، أما في الصداقة، فلكل طرف مستقبله وأهدافه الخاصة، واستقلاليته في اتخاذ القرارات.
  • الحب يسير وفقاً لتصرفات وسلوكيات معينة، حيث تحكمه بعض القواعد والقوانين التي يكون الخروج عليها بمثابة إهانة للطرف الآخرى، أما في الصداقة، فالعلاقة مفتوحة ولا يُقيدها حدود.
  • الحب يتبعه شهوة، أما الصداقة فحب لا شهوة فيه.
  • يكون الإنسان أكثر ارتياحاً في التعبير عما يخالجه من مشاعر وأحداث في الصداقة، أما الإريحية في الحب فتكون في البدايات.

الحب والصداقة إذا إجتمعت

  • في علم النفس، تعتبر العلاقات التي تتسم بطبع الاستمراية هي نفسها ما يجتمع فيها الصداقة والحب.
  • فليس هناك شك أن الحب إذا تداخل مع الصداقة، فذلك يبنؤ بمستقبل مزدهر لا يشوبه أي سلبية أو نقص.
  • وللمحافظة على بقاء المودة والحب، كان من الضرور النظر إليه بعين الصداقة، فالصداقة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنقطع.
  • كما أن كافة الخلافات يزول أثرها سريعاً، ومن أهم النصائح في علم النفس أن ننظر للحبيب بنفس العين التي نرى بها الصديق.

الحياة والحب والصداقة

  • إن الحياة بطبيعتها تفرض علينا نوع من التفاعل والتقارب الاجتماعي، وذلك الفرض هو ما يجعل الإنسان كائن اجتماعي بطبعه.
  • وعندما خلق المولى هذا العالم، فقد جعل التعارف النظم السائد بين البشر، وهذا التعارف رسم العديد من طرق التواصل بين البشر.
  • فالعلاقات الإنسانية قد تعددت تحت مسميات عدة منها الصداقة والحب والشراكة والمودة والاحتكاك.
  • ويعد الحب من أسمى المشاعر ومن أهم الهبات التي منحها الخالق للبشرية.
  • كما تعتبر الصداقة الأساس المشترك بين كافة الروابط الاجتماعية.
  • فلا سبيل للعيش دون وجود هاتين العاطفتين في قلب المرء.
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.