صفات السيدة عائشة رضي الله عنها

Samar Tarek
2023-08-16T13:05:56+00:00
صفات عائشة رضي الله عنها
Samar Tarekالمُدقق اللغوي: Rana Ehab21 مارس 2022آخر تحديث : منذ 8 أشهر

صفات السيدة عائشة رضي الله عنها، تعد من الأمور التي شغلت بال الكثير من الأشخاص وجعلتهم يرغبون في التعرف على أهم الصفات التي ميزتها وألقت محبتها وميزتها في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم عن باقي زوجاته، وسنحاول عرض قدر ما تمكنا من التوصل إليه من معلومات تتعلق بشكلها و زينتها وغيرها من الأمور.

صفات السيدة عائشة رضي الله عنها
صفات السيدة عائشة رضي الله عنها

صفات السيدة عائشة رضي الله عنها

تميزت السيدة عائشة بالعديد من الصفات الجميلة التي جعلتها ونعم الأم للمسلمين أجمعين وميزتها بالكثير من الأخلاق الطيبة الحسنة التي تمثلت فيما يلي:

المعرفة الغزيرة :

أكد العديد من الصحابة على أن السيدة عائشة من أكثر الصحابيات التي تميزت بالعلم الواسع والمعرفة الكبيرة بين نساء النبي وهذا العصر عمومًا، وظهر ذلك واضحًا في حفظها وروايتها ما يقارب الألفين ومئتي حديث شريف عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كما أمتلكت طلاقة لسان وفصاحة عقل وفكر ميزتها عن العديد من الفتيات والنساء في هذا العصر.

السخاء والتواضع :

ورد عن العديد من صحابة الرسول أن السيدة عائشة كانت كريمة وزاهدة لأقصى درجة كما أنها تمتعت بالكثير من الخصال المميزة والمعارف التي أمتدت  إلى كافة المجالات والأمور وقيل فيها ( كانت عائشة أفقه الناس – وأعلم الناس – وأحسن الناس رأيًا في العامة) كما قال عنها أبو موسى الأشعري ما أشكل علينا حديثًا قط كصحابة الرسول إلا ووجدنا عند عائشة علمًا منه تعرفنا عليه بكل تواضع وأدب، كما أنها لم ترد أي سائل أو طالب أبدًا.

الخشوع في العبادة:

السيدة عائشة كانت رضوان الله عليها من أكثر الصحابيات تعبدًا وتضرعًا لله (عز وجل)، ربما يرجع ذلك إلى أنها تربت في بيت مؤمن ولأبوين تقيين ومع زوج هو الرسول – صلى الله عليه وسلم – كما قيل عنها أنها صوامه قوامة لا تمل ولا تتوقف أبدًا عن التسبيح والاستغفار.

التحمل والجلد: 

التحمل والصبر يعدان من أهم وأجمل صفات السيدة عائشة حيث تعرضت رضوان الله (تعالى) عليها إلى أحد المحن التي لم يكن الخروج منها بالأمر الهين على الإطلاق فيما أطلق عليه وقتها (بحادثة الإفك) والتي طعنت فيها رضوان الله عليها في شرفها وتحملت الظلم والبهتان في حقها ما يقارب الشهر إلأى أن نزل الوحي على رسولنا بسورة النور لتبرئها من كلام المنافقين وبهتانهم.

معلومات عن السيدة عائشة رضي الله عنها

وردت لدينا منذُ القدم العديد من المعلومات المتعلقة عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- وتمثلت تلك المعلومات في نسبها ما سنوضحه فيما يلي:

ولدت السيدة عائشة -رضي الله عنها- بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس أعوام، وقد نشأت -رضي الله عنها- في بيت مؤمن بالله وحده لا شريك له لأب هو أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وأم هي أم رومان بنت عامر الكنانية، وقد تزوجت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي من الله عز وجل، فقد جاء عن الرسول الكريم أنّه قال مخاطبًا السيدة عائشة -رضي الله عنها (رَأَيْتُكِ في المَنامِ يَجِيءُ بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فقالَ لِي: هذِه امْرَأَتُكَ، فَكَشَفْتُ عن وجْهِكِ الثَّوْبَ فإذا أنْتِ هي، فَقُلتُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ.

وقد قيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد خطبها في التاسعة من عمرها ولكنه أنتظرها إلى أن تبلغ حتي يدخل بها وتكون له زوجة بشكل عادي مثل باقي النساء وقد قضت هذا الوقت في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وظلت زوجته إلى أن وافته المنية وكان عمرها وقت وفاته يقدر بثمانية عشر عام.

عائشة أم المؤمنين

تعد السيدة عائشة أم للمسلمين أجماعين وقد استحقت هذا اللقب للعديد من الأسباب التي نذكر منها :

  • كانت رضوان الله (تعالى) عنها أفضل نساء العالمين في الشرف وعلو المقام.
  • بالطبع فإن زواجها من سيد الخلق أجماعين سيدنا محمد صلى الله لعيه وسلم كان من الأمور المميزة لها.
  • كانت أمًا لجميع المسلمين في التحريم والاحترام.
  • الحياء الذي يعد من الأمور التي ميزتها عن غيرها من النساء الأخريات وفي أدق أمور حياتها حتى مع زوجها رسولنا الكريم.
  • الورع واجتناب الشبهات وهي من الأمور التي وصلت بها حد أنها كانت تحتجب عن العميان وكان مبررها أنهم حتى وأن لم يروها فهي تراهم بعينها.

من صفات عائشة رضي الله عنها الذكاء

تعد السيدة عائشة من أفقه الصحابيات التي عاصرت الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أنها روت عنه ما يُقارب الألفين ومئتي حديث شريف، وقد كانت من أفصح أهل زمانها على الإطلاق لما اشتهرت به من فصاحة لسان ومقدرة كبيرة على الحفظ والرواية.

وقد كانت رضى الله عنها من أفقه الناس، وأعلمهم على الإطلاق وأحسن الأشخاص رأياً في العامّة لما تمتعت به من حكمة ونضج، كما قال عنها أبو موسى الأشعري، ما أشكَل علينا -أصحابَ رسولِ اللهِ- حديثٌ قطُّ فسأَلْنا عائشةَ إلَّا وجَدْنا عندَها منه عِلْمًا وذلك لغزارة عِلمها، كما لم تَكْتَفِ السيّدة عائشة بعِلم الحديث، والفقه فحسب، بل تَمَيَّزت في علوم الحلال والحرام والشِّعر والطبّ والمواريث والأنساب.

صفات السيدة عائشة رضي الله عنها الجسدية

تميزت السيدة عائشة رضي الله عنها بأنها كانت نحيلة الجسم ضئيلة القوام تملك وزن خفيف، ولكنها كانت تزداد في الوزن كلما تقدم بها العمر عام عن الأخر وقد كانت في بداية زواجها تسابق الرسول صلى الله عليه وسلم في الجري فسبقته لخفتها وسرعتها وبعد فترة سابقته مرة أخرى فسبقها الرسول بعد أن كانت قد زادت في الوزن قليلًا فقال – صلى الله عليه وسلم – هذه بتلك السبْقَة.

كذلك كانت السيدة عائشة من النساء الكثيرة الحركة والنشيطة بشكل كبير جدًا فلم تكن كسولة أو قليلة كما أنها كانت متوسطة القامة مقارنة بغيرها من الفتيات في مثل هذا العصر كذلك لطيفة وحسنة القول دائمًا ولا تكتم علم أو معرفة تملكها لنفسها.

بماذا اشتهرت عائشة رضي الله عنها؟

ورد عن السيدة عائشة أنها كانت امرأة عطوفة وكريمة لأقصى الحدود كما أن أختها أسماء كانت قدوتها في هذا الأمر فقد قال ابن الزبير (ما رأيتُ امرأتَين أجودَ من عائشةَ وأسماءَ، وجودهما مختلف، فقد كانت عائشة تجمعُ الشيء إلى الشيء، حتى إذا كان اجتمع عندها قسمت، وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئا لغد) من جودهما وكرمهم الكبير.

التقوى والورع وخشية المولى (عز وجل) في غالبية الأمور التي تقوم بها في حياتها كما أنها كانت كثيرة التعبد فقد ذكر عنها صلاتها للضحى في ثمانية ركعات وكانت تتأنى فيهم قدر استطاعتها وغيرها من العبادات التي تقوم بها بشكل كبير جدًا وهو ما جعلها من أحب زوجات النبي إلى قلبه.

شعر السيدة عائشة رضي الله عنها

ذكر عن السيدة عائشة رضي الله عنها العديد من الأشعار المتعلقة بها وبوصف نسبها وزواجها ونذكر من هذا كله القصيدة التالية :

الزوج أحمد والأب الصديق

شرف لكل المكرمات يفوق

شمس وبدر لا يزول سناهما

ولكل شمس مغرب وشروق

الله برأهَا وأعلى قدرها

مجد لها ما فوقه تحليق

والطهر عائشة اغتذت بلبانه

وهي البراءة والنقاء رفيق

صديقة صدقت وصدق قولها

ما ضرها إفك ولا تلفيق

من سبها ما ضر إلا نفسه

أيضر أمواج البحار غريق؟

وتتحدث تلك القصيدة عن مدى محبة المسلمين للسيدة عائشة وتأكيد على أنها تنعم لديهم بمكانة كبيرة جدًا لا يمكن أن يؤثر فيها أي أكاذيب أو أحداث منافقة تذكر.

كيف كانت تتزين السيدة عائشة؟

كانت السيدة عائشة تكثر من التزين في بيتها وكانت تملك الحلي والعقود ولطالما تزينت للرسول صلى الله عليه وسلم كما أنها كانت دائمة الاهتمام بأدق التفاصيل الخاصة بها لدرجة كبيرة جدًا.

كذلك لطالما كانت تزين بيتها وتحسن ترتيبه ولا تطيقه مهمل على الإطلاق كما كانت دائمًا تهتم لنظافته ولا يمكن أن تصبر عليه بلا تنظيم وترتيب متواصل، كما أنها كانت لطالما تحب تمشيط شعر الرسول صلى الله عليه وسلم وتتعلق بهذا الأمر كثيرًا.

ماذا كانت تلبس السيدة عائشة؟

كانت السيدة عائشة من أكثر نساء النبي نظافة وطهر ولطالما كانت نظيفة الملبس طوال الوقت، لا يمكن أن تهمل نفسها في الملبس أبدًا وقد كانت المحرمة هي الثياب التي اعتادت نساء النبي ارتدائها مع غطاء للوجه أو ملحفة.

ولم يرد بأي حال من الأحوال أن نساء النبي كن يرتدين السواد أبدًا بل كانت ثيابهن متنوعة ولها الكثير من الألوان وكان للسيدة عائشة محرمة معصفرة وثياب أخرى موردة ما يؤكد أن السواد لم يكن من ثيابهم.

صفات السيدة عائشة الشكلية

كانت رضوان الله عليها بيضاء البشرة جميلة الطلة حمراء الوجنتين، حتى لقبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحميراء لما لها في قلبه من محبة ولطلتها من سعادة في نفسه.

كذلك فقد تميزت السيدة عائشة بطول شعرها الجميل وحسن ترتيبها له طوال الوقت، كما ذكر عنها أنها كانت رضوان الله عليها شديدة الجمال وبهية الطلة تملك الكثير من الصفات المميزة والتي تأسر القلوب.

فضائل عائشة رضي الله عنها

كانت رضوان الله عليها كثيرة الصيام حتى أنه قد ذكر عنها ضعف بنيتها لكثرة صيامها وعن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه أن عائشة كانت تصوم الدهر وذلك كناية عن كثرة صيامها وتضرعها.

وقد كانت رضوان الله تعالى عنها من أكثر نساء النبي كرم وجود في غالبية أمور حياتها فقد قيل أن معاوية قام بإرسال قلادة بمائة ألف للسيدة عائشة كهدية لها، فقسمتها بين أمهات المؤمنين بالتساوي حتى لم يبقى لها شيء.

كما ذكرت العديد من الأشعار في جلدها وصبرها المتواصل على كافة الأمور التي تحدث لها في حياتها ومن أهمها حادثة الإفك التي كانت واحدة من أكثر المصائب التي حلت على رأسها وأصابتها بالتعب والمرض الشديد إلى أن أظهر المولى عز وجل براءتها في هذا الأمر.

مكانة عائشة عند رسول الله

كانت السيدة عائشة – رضي الله عنها- وأرضاها من أحب الزواجات إلى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وأكثر النساء تواجدًا بقربه في أخر أيام حياته وقد جاء عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- سؤاله للرسول صلى الله عليه وسلم بخصوص أحب الناس إلى قلبه على الإطلاق فقال صلى الله عليه وسلم عائشة، فقال له ومن من الرجال فكان جوابه أبوها رضي الله عنهم أجماعين.

وترجع محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة لكونها الزوجة الوحيدة في زوجات النبي التي كانت بكرًا حين زواجها منه فكان الرجل الوحيد في حياتها وقلبها من بداية حياتها إلى نهايتها وقد مات صلى الله وسلم في حجرها ودفن في حجرتها، ولقد أكثر صلى الله وسلم في ذكر صفاتها النبيلة ومدح خلقها وبيان فضائلها على الناس في أغلب أمور حياتها.

وفاة عائشة أم المؤمنين

مرضت السيدة عائشة رضي الله في شهر رمضان المبارك وكان هذا بسبب مرض ألم بها، وقد دخل ابن عباس -رضي الله عنه- عليها في مرض احتضارها، محاولًا منه التخفيف عنها في مرضها وتذكيرها بأنها كانت من أحب الزوجات إلى قلب النبي -صلى الله عليه وسلم -، وأنها ستلاقيه وتطيب بلقائه كثيرًا.

توفيت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في المدينة المنوّرة في شهر رمضان المبارك، في اليوم السابع عشر منه، في السنة السابعة والخمسين من الهجرة وكان في آخر عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبى سفيان، وقد حزن على وفاتها المسلمين أجماعين.

وقد أوصت رضوان الله عليها في مرض احتضارها الأخير على أن تدفن ليلًا وقد صلى عليها الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه ودفنت كرم الله تعالى وجهها في البقيع وكانت حادثة وفاتها من أكثر الأحداث المؤلمة والحزينة التي مرت على المسلمين في هذا العصر.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.