لغة الجسد في علم النفس، يهتم العلم الحديث بدراسة لغة الجسد وتسليط الضوء عليه نظراً لأهميته المتعددة، وهناك بعض المختصين الذين دراسة لغة الجسد كعلم ينفرد بذاته عن علم النفس، وفي سطور المقال التالي سوف نهتم بالربط بين لغة الجسد وعلم النفس.
لغة الجسد في علم النفس
أولاً نهتم بمعرفة ما هي لغة الجسد؟ لغة الجسد هي كل ما يصدر عن الإنسان من إشارات أو إيماءات أو حركات جسدية، لكل منها مدلول خاص مثل تعبيرات الوجه أو نَّظْرَة العيون أو حركة الفم أو وضعية الجلوس، وهي بمنزلة وسيلة للتواصل والتعبير عن المشاعر بصدق.
ويعود تاريخ دراسة لغة الجسد في علم النفس عندما بدأ الاهتمام بالتعابير غير الشفهية التي تصدر عن الإنسان وذلك في العصور القديمة، إلا أن النقلة النوعية التي بدأت بالاهتمام بدراستها وتناولها كعلم مهم بدأت مع الستينيات، فبدأ علماء النفس والمفكرون بدراسة حركة الإنسان بطرق علمية وعملية وكان من أشهر العلماء دجو ليوس فاست عندما نشر كتابه الشهير لغة الجسد عام 1970م، ومن ثم بدأت التطور في إجراء المزيد من البحوث التي تناولت لغة الجسد وأظهرت نتائجها أن بنسبة 7% من التواصل بين البشر يقوم على أساس النطق الشفوي والمكتوب.
تعلم لغة الجسد في علم النفس
هل للجسد لغة؟ وهل يمكن أن ينطق أو يعبر؟
يقول علماء النفس أن العقل الباطن هو المسؤول عن حركات الجسد ورد الفعل، ومن هنا ظهر علم لغة الجسد، ويركز علم النفس اهتمامه على دراسة تلك الحركات والاستدلال منها على ما يريد الشخص التعبير عنه.
فالبعض يمتلك القدرة على قراءة لغة الجسد، والبعض الآخر يجهل أهمية لغة الجسد، والخبر الجيد هنا هو أن علم النفس يساعد أي شخص في تعلم لغة الجسد وفهم الإشارات وتحليلها والوصول إلى المعني وذلك من خلال مجموعة من القواعد التي تركز على كيف يتحرك الشخص؟ وكيف يلتفت؟، متابعة حركة العيون، التركيز على حركات اليدين والساقين، ملاحظة تعبيرات الوجه والتي من السهل أن تكشف عما يشعر به الإنسان من حزن أو فرح.
معلومات عن علم النفس ولغة الجسد
علم النفس هو فرع من فروع العلوم الأكاديمية التي تهتم بدراسة سلوك الإنسان وذلك بالاعتماد على الحركات الصادرة منه وترجمتها، وهو مرتبط ارتباط وثيق بالنشاط اليومي للإنسان وبشكل أدق يمكن القول أنه مجموعة من الدراسات العلمية التي تركز على سلوك وتفكير وشخصية وعقل الإنسان.
أما لغة الجسد في علم النفس هي عبارة عن تلك الحركات التي تصدر عن جميع أعضاء الجسد مثل اليدين أو الوجه أو الرأس والتي تستخدم في توصيل إشارات يفهمها الطرف الآخر وتعكس فيها أفكار العقل الباطن، وعلم النفس هو الذي يدرس تلك الحركات ويقوم بتحليلها وترجمتها.
علم النفس ولغة الجسد في الحب
ما هي لغة الجسد في الحب بالنسبة لعلم النفس؟
لغة الجسد في الحب هي طريقة للتواصل غير اللفظي باستخدام الإشارات أو الحركات الجسدية المميزة والواضحة التي تعبر وتفصح عن المشاعر والتي تختلف من شخص لآخر حسب طبيعة الموقف.
أهمية لغة الجسد في الحب؟
لغة الجسد هى وسيلة تسهل التواصل بين الزوجين، أو الرجل والمرأة بشكل عام، حيث تسمح العديد من الإشارات والإيماءات الصادرة عن الجسد بالتعبير عن المشاعر الصادقة بسهولة وبشكل فعال أكثر من الكلام المنطوق، فكل إنسان عندما يقع في الحب تظهر عليه علامات الإعجاب دون أن يفصح عن مشاعره وذلك من خلال حركات الجسد اللاإرادية التي تشير وتعبر عن حبه.
العلامات التي تدل على الحب في لغة الجسد:
هناك العديد من العلامات في لغة الجسد التي يميز بها علماء النفس مشاعر الحب عند المرء مثل
- الاقتراب والتواصل الجسدي
- التواصل البصري باستخدام لغة العين
- الابتسامة العفوية الناتجة عن تأثير الحب
- اختلاف نبرة الصوت
- اللمس باليدين.
لغة الجسد في الإعجاب
ما هي علامات الإعجاب عند الرجل في لغة الجسد؟
هناك حركات جسدية يقوم بها الرجل يمكنك من خلال الكشف عن إعجابه بالمرأة وهي:
- النظرات: النظرات المطولة من أكثر علامات لغة الجسد التي تدل على الحب خاصة إذا ظل الرجل يطارد المرأة بنظراته.
- الصوت في أثناء الكلام: إذا كان صوت الرجل متذبذب أو يحدث بحه في صوته أثناء الحديث فهي علامة قوية على إعجابه بامرأة.
- طريقة الجلوس: من علامات الإعجاب عند الرجل في لغة الجسد أنه يتقرب إلى المرأة خلال الجلوس، فقد يميل بجسده تجاهها، أو يقلد طريقتها في الجلوس.
- كبر حجم فتحات الأنف: وهي من حركات لغة الجسد اللاإرادية التي تظهر عند الرجل المعجب بامرأة حيث يزداد حجم فتحات الأنف.
- قلة حركة رموش العين: الرجل المعجب بامرأة قد يظل محدقًا بها وبذلك لا ترمش عينه إلا قليل، فالعين هى نافذة للروح ومرآه للقلب تظهر ما يخفيه الشخص من مشاعر وتفصح عنها بحركات لاإرادية.
- فرك اليدين: فرك اليدين من الحركات التي تشير إلى سرعة معدل ضربات القلب نتيجة شعوره بالتوتر الناجم عن مشاعر الإعجاب التي يحاول إخفائها.
- اللعب في الشعر: إذا قام الرجل بالعبث في شعره بطريقة عشوائية في أثناء حديثه مع المرأة فهو يكن لها الإعجاب.
أهمية لغة الجسد
يمكن تقسيم أهمية لغة الجسد في نواحي مختلفة مثل:
أهمية لغة الجسد في الحب
لا شك أن تعلم أسرار حركات الجسد أمر يعد بالغ الأهمية ويحتاج إلى دراسة دقيقة، خاصة في معرفة مشاعر الحب بين الرجل والمرأة دون أن ينطق أحدهما، فنجد أن الرجل يمكنه أنه يفصح للمرأة بحركات جسدية مختلفة مثل: نظرة العينين: فالعين هي مرآه القلب وتعكس مشاعره وعادة ما تكون حركة العيون سريعة وتنزل للأسفل بسرعة وحياء أو رجفه الأصابع من العلامات الدالة على الحب والشعور بالتوتر ويفقد معها الطرف الآخر قدرته على التحكم، وطريقة المشي فيكون الشخص منتصب في قامته ورأسه مرفوع وعضلاته بارزه وذلك من طرق تعبيره بجسده ﻹظهار إعجابه.
أهمية لغة الجسد في التواصل
فقد تطرق العلماء في الحديث عن أهميتها بأنها تحسن عملية التواصل بين البشر، خاصة أنها تقوم على توصيل الرسائل بطريقة لا يشوبها أي خطأ، وتتجنب سوء الفهم، كما أنها تساعد صاحبها على التعبير بصدق عن مشاعره، وتخدم الطرف الآخر في القراءة الجيدة للأخير وعدم الخداع، فهي من كماليات عملية الاتصال، وتساعد على تفسير الكلام المنطوق أي تترجم نبرة الصوت أو تعابير الوجه، فتعبر أداة صادقة جداً للثقة بالآخرين أم لا.
أهمية لغة الجسد في الدراسة:
حيث تساعد أنواع من لغة الحسد مثل الإيماءات في استذكار المعلومات وتنشيط عملية التفكير، فنجد أن كثير من المعلمين يحتاجون إلى استخدام حركة اليدين أو النظرات والإيماءات المختلفة في أسلوب التدريس وإيصال المعلومات للطالب ومساعدته في تلقيها بشكل سهل وواضح وفي نفس الوقت إكسابه مهارات جديدة.
ما هي حركات لغة الجسد اللاإرادية التي لها معاني نفسية؟
يقوم الإنسان بشكل يومي بمجموعة من الحركات الجسدية اللاإرادية التي لها إيحاءات ومدلولات نفسية لها تأثير يفوق الكلمات، وقد يتجاهل الكثير من الناس أهمية ذلك الأمر بسبب جهلهم بلغة الجسد، وفي النحو التالي نهتم بذكر أهم حركات لغة الجسد اللاإرادية التي لها معاني نفسية مثل:
- لمس الوجه في أثناء الحديث ولا سيما الأنف من حركات لغة الجسد اللاإرادية التي تدل على الكذب.
- إذا قام الشخص الذي تتحدث معه بفرك أصابع يده فهو لا يشعر بالراحة ويسيطر عليه التوتر.
- لمس الأذن في حديث أو مناقشة يدل على الشك في كلام المتحدث.
- حك الأنف أو الذقن خلال الحديث علامة على عدم الفهم.
- تشابك الذراعين مع تباطؤ حركة العينين يدل على أن المستمع يشعر بالملل.
- فتح اليدين نوع من الإيماءات التي تشير إلى الصدق.
- العين من الصعب التحكم في حركاتها، وأغلب الحركات الجسدية التي يقوم بها الإنسان لا إراديًا تتعلق ببؤبؤ العين، فاتساعه يدل على السعادة والعكس يشير إلى الحزن.
علامات التوتر في لغة الجسد
هناك العديد من العلامات في لغة الجسد التي تدل على توتر الشخص ويمكن ذكر أهمها في التالي:
- التحرك بخطوات نحو الخلف
- الاهتزاز خلال الوقوف أو الجلوس وهي من أشهر العلامات التي تفصح عن توتر الفرد
- التململ وتظهر تلك العادة لدى الكثير منا في تصرفاتنا مثل اللعب بالخواتم التي ترتديها الفتاة، أو النقر فوق الجزء العلوي من القلم، كثرة تعديل الشعر.
- فرقعة الأصابع فقد أثبت نتائج الدراسات أن 54% من الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر يسيطر يفعلون تلك الحركة في لغة الجسد.
- قضم الأظافر وهي علامة شهيرة على التوتر والقلق الزائد وعدم السيطرة عليه.
- تجنب التواصل البصري والنظر في أماكن عشوائية بسبب عدم الشعور بالراحة.
- احمرار الوجه وكثرة التعرق والتغير في نبرات الصوت.
علامات الحزن في لغة الجسد
من علامات لغة الجسد التي تفصح عن الحزن نجد التالي:
- كثرة الدموع في العين واحمرارها، فالبكاء من لغات الجسد التي تعبر عن الحزن ومن أبرز الإيماءات التي تظهر على الوجه.
- تغير بؤبؤ العين حيث يتسع بصورة لاإرادية.
- انعدام تعابير الوجه فتصير أكثر برودة.
- لون الوجه الشاحب ويرافقه حاله من الذهول.
- اختفاء الابتسامة.
- تغير نبرة الصوت والشعور بالاختناق مع وجود حالة من النحيب.
- تدلي الجسم للأمام.
- ارتجاف الشفتين.
لغة الجسد والعيون في علم النفس
كما ذكرنا سابقًا أن العين هي نافذة الروح ومرآه القلب فلهذا هي أداة مهمة ولها تأثير فعلي وسحري في لغة الجسد، فهي تعكس ما يفكر الإنسان فيه وتعبر عما يشعر به من فرح أو حزن، فيقول علماء النفس أن مراقبة العيون من أهم لغات الجسد للوصول إلى ما يدور بداخله ومثال على ذلك نجد أن نَّظْرَة العين بشكل مباشر ومطول تدل على الاهتمام والتركيز وجذب الانتباه، بينما كثرة التفات الشخص وتحرك عينيه يشير إلى عدم التركيز أو محاولة إخفاء مشاعره الحقيقية.
كما تلعب رموش العين دور فعال في لغة الجسد وعلم النفس، فيجيب التركيز على سرعة رمش العين فإذا تحرك كثير فهي علامة على عدم التركيز، أم عدم تكرار حركة الرمش فتدل على انتباه الشخص اليقظ، أما حجم بؤبؤ العين فيتغير حسب عاطفة الشخص فيتسع عند الشعور بالإعجاب سواء بأمر ما أو حب امرأه.
