هل البلوك من علامات الحب؟

يعتبر البلوك أو أداة الحظر في وسائل التواصل الاجتماعي من الأدوات التي يستطيع من خلالها الفرد وضع حاجز بينه وبين الطرف الآخر لكي يمنع كافة صور التواصل الافتراضي بينهما، وهذه الامكانية ينظر لها البعض على أنها إهانة تجرح القلب وتؤذي المشاعر، بينما يتجه البعض الآخر إلى التساؤل هل البلوك من علامات الحب؟ ويمكن توضيح الإجابة بالتفصيل في هذا المقال.

هل البلوك من علامات الحب؟

هل البلوك من علامات الحب ؟

  • يعتبر البلوك من أكثر الطرق والوسائل التي يستعملها المرء، وتسبب إزعاجاً للطرف الآخر، فمن شأن هذه الحركة أن تصيب الإنسان بمرض التفكير القاتل والقلق الزائد عن الحد، وطرح الأسئلة على نفسه، واتهام الذات بالتقصير، وتأنيب الضمير وعدم القدرة على التعايش بصورة طبيعية.
  • فالبلوك يعتبر أداءة استفزازية تشل التفكير وتعوق المرء عن العيش السليم، وتدعوه للتفكير عن السبب الحقيقي خلف هذا الفعل، كم يصعب عليه اتخاذ رد فعل مناسب إزاء هذه الحركة، الأمر الذي يدفعه إلى اتخاذ قرارات قد يندم عليها فيما بعد.
  • ووفقاً لعلم النفس، فإن البلوك يدل على وجود قدر كبير من الاهتمام والانشغال بالطرف الآخر، وصعوبة تجاهل وجوده والرغبة في لفت انتباهه وذلك لإثارة فضوله، فهذه الحركة تولد الغيرة أيضاً والاستغراق في التفكير، ومحاولة التواصل مع الطرف الآخر لمعرفة السبب.
  • والبلوك في حالات كثيرة يعد علامة من علامات الحب والانجذاب للطرف الآخر، ولكنه ما يدفع المرء لاتخاذ هذا القرار بالتصرف على هذا الوجه هو رغبته في معرفة رد الطرف الآخر، وميوله للطريقة التي سوف يتبعها هذا الطرف في إعادة التواصل من جديد.

البلوك بعد الفراق

  • في أغلب العلاقات العاطفية عند انتهائها، يميل طرف معين إلى اتخاذ وضعية البلوك كتعبير منه عن وضع حد لنهاية هذه العلاقة، ووجود قدر من اللا مبالاة والقوة على تجاوز هذا الطرف وعدم الرجوع إليه من جديد، وقطع صور التواصل بينهما.
  • والبلوك بعد الفراق نتيجة يعرفها كل طرف، ويدرك تماماً أسباب الإقدام عليها دون مبالغة، لكن في حالات كثيرة يكون هذا التصرف غير مدروس، وناتج عن الغضب والضيق والحزن الشديد، وفي العادة يندم صاحبه عليه.
  • فعند حظر الطرف الآخر نهائياً من الحساب الخاص، قد يميل إلى متابعته عن بُعد من حساب آخر وهمي، مما يدل على اهتمامه الكبير بالطرف الآخر وصعوبة العيش بدونه، والتفكير فيه والانشغال بكافة تفاصيل حياته، والرغبة في التراجع عن قراره بصورة تحفظ ماء الوجه.
  • أما إذا قام الشخص بحظر الطرف الآخر نهائياً من كافة حساباته، وقام يتغيير رقم هاتفه، فذلك يدل على الرحيل دون رجعة، وانتهاء العلاقة رسمياً، والرغبة في البدء من جديد دون تحقيق أي تواصل بينه وبين شريكه السابق.

تأثير البلوك على الرجل

  • لا شك أن البلوك يؤثر على الجنسين، الرجل والمرأة بقدر كبير، ولكن في دراسات قام بها علماء النفس، قد أُثبت فيها أن تأثر الرجل بهذا الفعل يكون أكبر وأقوى بكثير من تأثر المرأة به، فقد توصلت هذه الدراسات إلى تساؤل هام وهو هل البلوك يقهر الرجل؟ 
  • من الجدير أن نذكر أن البلوك أحد أسباب قهر الرجل وضيقه، وقد يصاحب هذا الفعل، نتائج كارثية غير مأمون عواقبها، فينظر بعض الرجال إلى هذه الحركة على أنها إهانة لشخصيته، الأمر الذي يدفعه إلى وجود رغبه في الانتقام والثأر من الطرف الآخر.
  • والملحوظ أن قهر الرجل يكون نابع من عدم اعتقاده وتصوره بأن وجوده قد انتهى بالنسبة للشريك، وأنه قد استغنى عنه بهذه البساطة دون التفكير في أفعاله وتصرفاته التي قد تدفع الشريك لهذا التصرف.
  • وتؤثر هذه الحركة بشكل كبير في حياة الرجل وأسلوب معيشته، حيث يزداد توتره، ويكون أكثر انفعالاً وضيقاً، ولا يستطيع التركيز في حياته، ويطيل التفكير في أسباب هذا التصرف، والعمل على محاولة وجود قناة للتواصل من جديد.

هل يعود الرجل بعد البلوك ؟

  • تتحدد الإجابة على هذا السؤال بما سبق هذا الحظر من أحداث بين الطرفين، والكيفية التي وصلت بها الأمور لهذه النهاية غير المُحببة، والطريقة التي تعامل بها كل طرف، ومن يقع عليه الذنب الأكبر في تقلب الأحوال إلى هذا الشكل.
  • فالرجل قد يعود بعد البلوك بلا شك، ولكن إذا كان الحظر غير مُتعمد أو وقع بخطأ لا إرادي أو وجود محبة عميقة بين الطرفين، وكان العتاب بهذا التصرف، حينها من الممكن عودة الرجل، وإجراء حوار بناء للوصول لحل سليم لانتهاء هذه المسألة.
  • أما إذا كان البلوك من جانب الطرف صاحب الذنب، والسبب خلف الخلافات والمشاكل، فإن كبرياء الرجل يمنعه من التواصل معه من جديد، وقد يتحمل غيابه بكافة السُبل، ويبدأ حياته من جديد دون اهتمام به.
  • ولا شك أن البلوك له تأثير بالغ على قلب الرجل وحالته النفسية، فحتى وإن لم يعود للطرف الآخر، إلا أن قلبه يبقى متعلقاً به مهما حاول إظهار العكس، لذا كان من الضروري قبل اتخاذ هذه الخطوة التفكير الجيد في تبعات ونتائج هذا التصرف المُتسرع.

هل البلوك اهانة ؟

  • مما لا شك فيه، أن الكثير منا ينظر إلى البلوك على أنه إهانة وعدم تقدير للشخص، فالبلوك قبل أن يكون سبباً لمنع التواصل والتقارب بين الطرفين إلا أنه يهدم كبرياء وكرامة الإنسان، ويصيب قلبه في مقتل، ويدفعه إلى الرحيل وعدم التمسك بالطرف الآخر.
  • فالبلوك بلغة أخرى عبارة عن رغبة الطرف الأول في إنهاء التواصل، والبُعد والاكتفاء من الحديث، والرغبة في قطع أواصر المحبة والعلاقة نهائياً، وقد يُساء فهم سبب هذه الحركة، فهي أحياناً نابعة عن حب وحزن شديد، لكن الطرف الآخر ينظر لها بعين النهايات.
  • وبصورة أو بأخرى، فإن القلب الصادق في مشاعره، والذي يتصف بنوع من الحساسية المفرطة والعواطف الجياشة، ينظر لهذا الفعل على أنه استخفاف بمشاعره وإهانة لكرامته، الأمر الذي يدفعه إلى اتخاذ قرارات صادمة لمنع تكرار هذا الأمر مجدداً.

سبب البلوك المفاجئ

إن أسباب البلوك المفاجئ كثيرة ومتنوعة، فلا يوجد ما يهين المرء ويحط من كرامته ويسبب له الأذى المعنوي والنفسي أكثر من أن يرى من أحبه بصدق يُنهي علاقته به بصورة قطعية وبدون أي مقدمات أو مبررات لهذا الفعل الخادش، ومن أهم أسباب هذا التصرف:

  • عدم النضوج الكافي من الناحية العاطفية، وعدم تقدير مشاعر الآخر وفهم عواطفه، والتناقض والصراع الداخلي.
  • الملل والرغبة في تجديد علاقته بآخرين، فقد يكون السبب هو الانجذاب لشخص آخر، والرغبة في انهاء العلاقات القديمة.
  • عدم المسؤولية، والخوف من فكرة الالتزام، والميل نحو التحرر من قيود العلاقات.
  • عدم الجدية، وحب المرح وتسلية الوقت.
  • قد تكون العلاقة غير صحية بالنسبة لهذا الشخص، الأمر الذي يدفعه إلى اتخاذ هذا القرار والابتعاد حفاظاً على صحته النفسية والعقلية.
  • نيل مُراده منك، والملل من الروتين.
  • الخوف من فكرة التعلق.

كيف اجعله يفك البلوك ؟

  • يرى علم النفس أن الكيفية التي تجعل شخص ما حظرك يفك هذا الخظر هو عدم الاستجابة لهذه الرغبة والتغافل عنها.
  • لا تظهر أي رد فعل لهذا التصرف الأهوج.
  • مارس حياتك بصورة طبيعية، وكأن شيء لم يحدث.
  • بناء الذات والثقة في النفس، والعمل على تطوير المهارات والقدرات الشخصية.
  • ركز على حياتك ومستقبلك، وكن واثقاً من نفسك عند رؤيته.
  • لا تُبادر هذا الشخص بالحديث أو باللقاء.
  • وأخيراً، إن رغبتك في العودة إليه وفك البلوك سوف تجعلك خاضعاً لشروطه ورغباته، الأمر الذي يدفعه إلى ممارسة سلطاته عليك، لذا فإن تقويم النفس وحرمانها ممن تريد، سيجعلها تحظى بما ترغب في الوقت المناسب.

حبيبي عطاني بلوك

  • ليس غريباً أن يتعرض الإنسان في بعض المواقف للحظر من قبل من يحبه، الأمر الذي ينكد عليه العيش ويؤرق منامه، ويدفعه إلى تعذيب نفسه بنفسه، رغم أن الذنب قد لا يكون ذنبه في الأساس، لذا كان من الضروري الهدوء عند التعرض لمثل هذا التصرف غير المحسوب.
  • وكثيراً منا ينتابه الصدمة عند رؤية من يحبه وقد حذفه من حياته مرة واحدة دون مقدمات أو أسباب كافية لمعرفة العلة خلف هذا التصرف، مما يعرض المرء للحزن الشديد والقلق على طبيعة علاقته به، والتفكير الزائد عن الحد، والخوف من ابتعاده عنه للأبد.
  • وفي البداية، لا بُد عند مواجهة هذا الفعل، أن نذكر أولاً قيمة وأهمية الفاعل بالنسبة لنا، فإن كان مهماً للغاية، فمن الأهمية أن نحاول التواصل معه لمعرفة السبب الرئيسي لتصرفه هذا، فقد يكون الأمر غير مقصود، ومن ثم يتم توضيح سوء الفهم بدلاً من التصرف بصورة متهورة.
  • وعند معرفة الدافع خلف تصرفه، من الامكان فتح لغة حوار للتوصل للحلول المُثلى، ومن ثم تعود العلاقة لوضعها الطبيعي دون أي خلافات أو رغبات دفينة في النفس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

© 2025 مدونة صدى الامة. جميع الحقوق محفوظة. | تم التصميم بواسطة A-Plan Agency