الفرق بين الحب والموده.. السكينة والمودة والرحمة بين الزوجين

Mohamed Sherefالمُدقق اللغوي: admin13 أبريل 2022آخر تحديث : منذ سنتين

مما لا شك فيه، أن الفرق بين الحب والموده فرق شاسع ويمكن ملاحظته، حيث يختلف كلا اللفظين من حيث الدلالة والاستعمال والاشتقاق اللفظي ووضعه في السياق، ولا جدال في أن اللغة العربية تحوي بين طياتها الكثير من الكلمات المرادفة التي تتشابه في مدلولها ولكنها تختلف في معناها، ويعتبر لفظي الحب والمودة من هذه الكلمات التي يخلط الناس بينها، لتقاربهما في الدلالة.

 2 - مدونة صدى الامة
الفرق بين الحب والموده

الفرق بين الحب والمودة

  • من المعروف أن اللغة العربية من اللغات التي يكثر عدد مفرداتها وألفاظها بشكل مهول، فلا يضاهيها لغة في هذا المضمار، وكثيراً ما يخلط الناس بين لفظي الحب والمودة، على الرغم من وجود فرق ملحوظ بينهما، فقد يكون معنى الكلمتين متشابه إلى حد كبير، ولكن هناك اختلاف في الاستعمال والسياق.
  • وقد ذهب بعض علماء اللغة إلى القول بأن الحب صفة نفسية منبعها الأول القلب، بينما المودة فهي صفة عملية تسبقها المحبة وترتبط بها، فالحب هو القانون النظري الذي يصدر تلقائياً من القلب، أما المودة فهي القانون العملي الذي يُطبق فعلياً بعد تواجد المحبة.
  • تعتبر المودة أيضاً سلوك يُمارسه المرء في حياته وعلاقاته الاجتماعية، ومن ثم نجد أن المودة هي الغاية أو النتيجة النهائية لشكل العلاقة التي يرتبط بها الفرد، بينما الحب هو السبب أو المؤثر الذي يخلق المودة.
  • ولقد رأى البعض أن الحب يكثر استعماله في العلاقات العاطفية أو بين الزوجين في الجوانب التي تختص بالمدح والثناء والغزل، أي الجوانب الرومانسية، بينما المودة فهي أسلوب تعامل مع كافة البشر، وهي المعول الأول في كافة الروابط والعلاقات الاجتماعية.
  • والعلاقة الأسرية السليمة هي التي تقوم على أساس الحب والمودة معاً، فالحب في الغزل والرعاية والاحتواء، والمودة في التعامل والتقدير وحفظ المواثيق والعهود.

علامات الحب

هناك العديد من العلامات التي تميز الحب عن المودة، وفي جوانب كثيرة يشترك اللفظين في الكثير من العلامات، ومع ذلك فإن لكل منهما قدر كبير من الصفات والنواحي التي يختلفا فيها، ونستطيع التفريق بينهما من خلالها، ومن هذه العلامات:

  • تذكر التفاصيل، فالمحب لا ينسى أي كلمة أو ايماءة أو تصرف يصدر من الطرف الآخر.
  • التفكير الدائم وكثرة السؤال عنه، ومحاولة التواصل معه إذا غاب.
  • التركيز في كافة الأشياء التي تسترعي انتباه الشريك، ومحاولة مفاجأته بها.
  • حسن الإنصات له في حال كان يتسامر معك الحديث.
  • تقديم الدعم الدائم، والبقاء بجواره.
  • الشعور بالسرور عند رؤيته، والحماس عند عقد لقاء معه.
  • الأشياء التي تسعد الحبيب، تسعدك بمرور الوقت.

علامات المودة

من علامات المودة الآتي:

  • رحابة الصدر وعدم القسوة في ردود الفعل، ولين الجانب وحسن المعشر.
  • تبادل الأفراح والأتراك، وتشارك كافة أحداث الحياة، والوقوف بجانبه عند نوائب الدهر وتقلبات الزمن.
  • تقديم يد العون عند الحاجة، وقضاء الحوائج والوفاء بالعهود من علامات المودة.
  • عدم نسيان المناسبات والأعياد، وتقديم الهدايا والترحيب الدائم بالشخص واستحسان وجوده.
  • السؤال عن حاله من الوقت للآخر، وشد أزره عند المرور بأزمة،
  • تبقى المودة حتى وإن اختلفت وجهات النظر، ويبقى الود موجوداً وإن تعددت مواضع الجدل.
  • المساعدة وتوفير المتطلبات النفسية والشخصية إن امكن.
  • التحدث بلطف وعدم كسر الخواطر، والمبادرة بالفعل الحسن.

ارتباط الحب والمودة

  • إن وجود اختلاف طفيف بين لفظين مثل الحب والمودة، لا يعني عدم وجود ارتباط بينهما، بل على النقيض، فالحب هو عاطفة قوية يحوي في جعبته الكثير من المشاعر والعواطف التي من بينها المودة، فالمودة هي جزء من كل أكبر، ألا وهو الحب، فلا وجود للمودة إذا لم يكن الحب موجوداً في الأساس.
  • وينظر البعض إلى الحب على اعتباره في المقام الأول مشاعر وعواطف وصفة نفسية قلبية، بينما المودة فهي أقرب للسلوك من كونها شعور، فالمودة عملية تصدر بصورة تلقائية عند الاحتكاك بالآخرين في موقف اجتماعي أو عند الدخول في شراكة وعلاقة اجتماعية.
  • ومن فرط ارتباط المصطلحين ببعضهما البعض، نجد خلط كبير بين الناس في بعض المواقف والمناسبات، فقد يرى الشخص أن حسن التعامل معه والإحساس العميق بآلامه والوقوف بجانبه عند الشدة هو حب، بينما في واقع الأمر يطلق على ذلك ود ومودة.
  • ومن ثم فإن كلا الدلالتين مرتبطين ببعضها إلى الحد الذي يصعب على البعض التفريق بينهما، لكونهما متداخلين ويحملان أوصاف وعواطف متقاربة إلى حد كبير، وبشكل أو بآخر، متى وجد الحب، كانت المودة، ومتى وجدت المودة، فإن في باطنها حب كبير.

المودة في القرآن الكريم

  • لقد ذُكرت كلمة المودة في القرآن الكريم أكثر من مرة، فقد حث الإسلام على الود والتقارب، ونبذ الخلاف والتعصب، فلا شك أن الأساس الذي قام عليه ديننا الحنيف مرهون بسبل العطف والتراحم والمودة والرحمة، وهذا ما يتجلى في آيات القرآن الكريم.
  • فقد قال المولى عز وجل: ” ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم ” ” ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ” ” عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة” ” لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى “
  • ونلاحظ تعدد الآيات التي تؤكد على أهمية المودة في نبذ الخلاف ورفض التعصب والنزاع، فالتمسك بالمودة هو السبيل لإرساء السكينة في قلوب الناس، فقد ذكر المولى عز وجل أن المودة أيضاً أساس العلاقات الزوجية، فقد قال: ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة “

الحب في القرآن الكريم

  • الإسلام هو دين المحبة والتسليم، فلم يخلو القرآن من موضع إلا وذُكرت بين آيات الحب والألفة والتقوى، وعلى الرغم من اختلاف معنى الحب في السياق القصصي للأحداث، لكن يبقى المضمون واحد، حيث اعطاء الأهمية الكبرى للمشاعر الإنسانية.
  • وقد قال المولى عز وجل في محكم تنزيله: ” وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” ” بلى من أوفى بعهد واتقى فإن الله يحب المتقين ” “ويحب المتطهرين “
  • ونجد هنا ارتبط الحب بألفاظ أخرى مثل الاحسان والتقوى والتطهر، فالحب الحقيقي ما ثبت، وكل حب يتغير لا يعول عليه، ومن ضروريات الحب أن يكون نابع من قلب صادق محسن طاهر يحسن للآخر دون رغبة في مردود.

درجات الحب

تناولت معاجم اللغة العربية 14 درجة للحب، وهي بالترتيب على النحو الآتي:

  • الدرجة الأولى / الهوى
  • الدرجة الثانية / الصبوة
  • الدرجة الثالثة / الشغف
  • الدرجة الرابعة / الوجد
  • الدرجة الخامسة / الكلف
  • الدرجة السادسة / العشق
  • الدرجة السابعة / النجوى
  • الدرجة الثامنة / الشوق
  • الدرجة التاسعة / الوصب
  • الدرجة العاشرة / الاستكانة
  • الدرجة الحادية عشر / الود
  • الدرجة الثانية عشر / الخٌلة
  • الدرجة الثالثة عشر / الغرام
  • الدرجة الرابعة عشر / الهيام

لماذا قال الله مودة ورحمة ولم يقل حب

  • عندما ذكر المولى عز وجل المودة والرحمة قبل الحب في سورة الروم كان ذلك تأكيداً على أن العلاقة بين الزوج والزوجة هي علاقة تراحم ومودة قبل أن تكون حباً، وذلك لأن المودة تأتي بالحب، فالمودة سلوك، وإذا كانت الحياة الزوجية قائمة على سلوكيات وتصرفات وأفعال، فإن ذلك يندرج تحت بند المودة.
  • والسلوك المتبادل بين الرجل والمرأة والذي يطلق عليه زراعة المودة، يكون حصاده فيما بعد الحب، فتكون المودة أولاً ثم بعد ذلك بالمعاشرة والتعامل ينبع الحب بينهما.
  • ويعتبر لفظ الرحمة أعم وأشمل من لفظ الحب، فالرحمة تحتوي على الحب، بينما الحب لا يشتمل الرحمة بالضرورة، فكثيراً ما يكون المرء محباً لكنه ليس رحيماً بشريكه.
  • وكذلك المودة تعبر عن الأخلاقيات والسلوكيات والسكن والطمأنينة، بينما الحب فيه جانب من الشهوة، وأساس العلاقات الزوجية ليس الشهوة بل السكن، سكن النفوس بعضها البعض، ورحمتها ببعضها البعض.

الفرق بين المودة والحب في الإسلام

  • يرى الإسلام أن الفارق بين المودة والحب يكمن في كون المودة تنطوي على شعور وفعل في نفس الوقت، بينما الحب قد يحتوي على شعور فحسب، فالمودة في ذاتها محبة خالصة يتبعها عمل طيب يؤكدها، فالشخص الودود هو الذي يظهر وده في سلوكه وفعله، وتبرز محبته في قوله وقلبه.
  • وفي كثير من الأحيان تجد أحدهم يحبك حباً جماً، لكنك لا تطلق عليه لفظ الودود، فهو يعبر لك عن حبه بشكل دائم، ولا يضمر لك أي سوء، لكنه لا يودك بصورة مستمرة.
  • كما أن المودة هي الكلمة التي اختارها الله لتكون بين الزوجين، وذلك ليكون الحب والود بينهما، فالشعور والسلوك هما الطريق الأمثل لتأكيد حقيقة القلب وما يكنه من مشاعر ونوايا.
  • ولا شك أن الحياة لا تخلو من مشقة وعناء وخلاف وهموم، ومن ثم لم يكتفي الخالق بذكر المودة، بل اعقبها بكلمة الرحمة، فإن تراكمت الهموم والمشاكل وتصدعت السبل بالأزمات، كانت الرحمة بين الزوجية لتجاوز الصعاب.

المودة والرحمة بين الناس

لا شك أن السبيل لإنهاء كافة الصراعات والفتن بين الناس يتوافر في المودة والرحمة والتعامل الحسن، والبعد عن التناحر والجدل حول أشياء دنيوية زائلة لا قيمة لها، فمن صفات المودة والرحمة التالي:

  • قوة الشعور، لا شك أن المودة من أكثر العواطف قوة في خرق القلوب وتوصيل المعنى، كما أنها تسمو عن باقي العواطف الأخرى، وذلك لأنها تتضمن بين جوانبها كافة أشكال الارتباط العاطفي والعقلي والجسدي والروحي.
  • من علامات المودة والرحمة ما تحويه كل منهما من خصال معينة ومنها الثقة والسرور والاهتمام والعطف والعناية والتراحم ولين الجانب وصلة الأرحام.
  • المودة استجابة فردية نابعة من الشخص نفسه، وليس من الضروري أن يكون الطرف الآخر لديه نفس الشعور أو على علم به، بل من الضروري أن تتوافر الرحمة والمودة في قلب المرء دون الاعتبار لما يضمره الآخرين له.
  • المحبة غير مقيدة بشروط، فلا سبب لها ولا شرط فيها بل هي نابعة من قلب صادق.
  • تقبل الذات والآخر، في المحبة والمودة يستطيع الإنسان أن يتقبل الطرف الآخر بعيوبه ونواقصه، وقد يتغاضى عن الكثير من السلبيات، ويكون الرفيق في علاجه والأخذ بيده.

أنواع الحب

من أنواع الحب التالي:

  • حب الذات
  • الحب العائلي
  • الحب المهني
  • الحب غير المشروط
  • الحب الجسدي
  • الحب العاطفي
  • الحب غير المسؤال
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.