تلوث النفايات

Nora Hashem
2022-05-20T22:30:50+00:00
التلوث البيئي
Nora Hashem20 مايو 2022آخر تحديث : منذ سنتين

تلوث النفايات، النفايات أحد أنواع التلوث البيئي التي تشكل خطورة على حياة الكائنات الحية، وفي سطور هذا المقال سوف نتعرف على أنواع تلوث النفايات وأضرارها بسبب الأسلوب الغير علمي في التعامل معها وماهي طرق معالجته والتخلص منها.

تلوث النفايات
نفايات في حياتنا اليومية لها أضرار جسيمة

تلوث النفايات

ما هو تلوث النفايات؟

النفايات هي مواد لم يعد لها استخدام مثل بقايا الطعام والمواد المشعة، أو زيوت المحركات، أو الأوراق، أو المواد الكيميائية وغيرها التي يجب التخلص منها، ومع التقدم التكنولوجي وتطور الصناعة ظهر ما يُعرف بتلوث النفايات، وذلك بسبب تراكم النفايات بشكل يهدد البيئة ويشكل خطر على حياة الإنسان وسلامته.

أنواع النفايات

النفايات هي أحد الأخطار الكبيرة والمدمرة التي تواجهها البيئة، والتي تنشأ من مصادر عديدة مختلفة منه السائلة والصلبة أو الغازات، فمنها ما يتراكم فوق المياه أو يتسرب إلى التربة، ومنها ما يصل إلى الكائنات الحية.

وفي النحو التالي أهم أنواع النفايات بناء على مادتها المكونة منها:

النفايات السائلة:

وهذا النوع من النفايات عبارة عن نفايات في شكل سائل تنتج من المياه التي يتم استعمالها في الزراعة أو الصناعة مثل الزيوت أو مياه الصرف الصحي، ويتم تصريف هذه المياه من خلال المصبات المائية الموجودة في الأنهار والبحار وغيرها وتؤدي إلى حدوث تلوث.

النفايات الصلبة:

وهي النفايات التي تعد من أخطر الأنواع على البيئة وذلك لأنها تحتاج وقت طويل حتى تتحلل ويتم التخلص منها، وتلك مثل النفايات الناتجة من المواد المعدنية والنفايات المستخلصة من الصناعة والزراعة.

النفايات الغازية:

تنتج هذه النفايات من الأبخرة والغازات المتصاعدة  من المصانع والتي تنتشر في الهواء، وتتسبب في حدوث تلوث مثل  أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون، وبعض الأجسام الصلبة التي تكون عالقة في الهواء كحبيبات التربة والعديد من أجزاء المعادن المتنوعة.

وللنفايات أنواع أخرى تُصنف حسب خطورتها مثل:

  • النفايات الخطرة: وهي النفايات التي تحتوي على الكثير من المواد الضارة على البيئة مثل المواد الإشعاعية والمعدنية، وتنتج هذه النفايات من بواقي المخلفات الكيميائية والصناعية.
  • النفايات الحميدة: وهي نفايات لا تشكل خطورة بالغة على البيئة ولا تتسبب في أضرار ذات تأثيرات قوية كما يمكن التخلص منها بسهولة.

كما يمكن تصنيف أنواع النفايات حسب مصدر كل منها إلى ما يلي:

  • النفايات التجارية: وتصدر تلك النفايات من المحلات والمراكز التجارية والأسواق والأماكن الترفيهية والفنادق والمطاعم.
  • النفايات الخضراء: وهي نفايات الحدائق والمنتزهات العامة والأشجار والحشائش وأعمال التقليم وصيانة المساحات الخضراء.
  • النفايات الصناعية: هي المواد المشعة، والمواد المذيبة، والمواد المذيلة للشحوم، والزيوت، والقلويات، والأحماض، والرواسب العجينية.
  • نفايات كبيرة الحجم: ينجم هذا النوع من النفايات من الأجهزة الكهربائية أو أجزاء السيارات، أو جذوع الأشجار، أو قطع الأثاث القديمة الملقاة.
  • النفايات الإدارية: وهي نفايات الجامعات والمدارس والمكاتب الإدارية والوزارات.

أضرار تلوث البيئة بالنفايات

النفايات هي مواد سامة تمتلك إشعاعات تضر بالبيئة وبالإنسان حيث أنها تنتج مواد قابلة للاشتعال ومعدية، ومن أخطر أضرارها نرى ما يلي:

أضرار النفايات المعدية:

النفايات المعدية وهي التي تشمل مخلفات المراكز الصحية والمستشفيات أو مراكز الأبحاث البيولوجية من ضمادات أو إبر أو أدوية تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان حيث تصيبه بأمراض معدية.

أضرار النفايات السامة:

وهذا النوع من النفايات يتسبب في أضرار بالغة، قد يُصيب الإنسان بالمرض المزمن مثل مرض السرطان أو الوفاة، إذا تعرض لتلك النفايات لمدة طويلة، كما تتسبب النفايات السامة في ظهور ما يسمى بالطفرة التي تعمل بدورها على تغيير الخصائص البيولوجية التي تمتلكها البيئة بكافة مكوناتها.

أضرار النفايات القابلة للتفاعل:

هناك أنواع من النفايات غير مستقرة من الناحية الكيميائية ومن الممكن أن تتفاعل مع عناصر البيئة كالهواء أو الماء، وتعمل على تكوين أبخرة سامة أو تشعل انفجارات تدمر البيئة وتؤذي الكائنات الحية، لا سيما أن الاختلاف في درجات الحرارة وانخفاضها نسبيًا يحفز النفايات القابلة للاشتعال لتحدث حريق فورًا.

أضرار النفايات المُشعة:

ويتمثل ضرر هذا النوع من النفايات في عدم تحللها بشكل فوري وسريع بل يمتد تأثيرها لآلاف السنين دون أن تتحلل بشكل نهائيـ وبذلك تحمل طاقة مؤينة تضر الكائنات الحية.

أضرار النفايات

تنجم عن النفايات الكثير من الأضرار ومن أهمها ما يلي:

تقليل التنوع البيولوجي:

والمقصود بالتنوع البيولوجي وهو الاختلاف في أنواع الكائنات الحية، ولأن النفايات تحتاج إلى أماكن يتم دفنها بها، فيكون ذلك سببًا في القضاء على الكثير من الأراضي البرية والغابات التي تحتوي على حياة متكاملة وأنواع كثيرة من الحيوانات والنباتات، ومع مرور الوقت يقل هذا التنوع البيولوجي بسبب انقراض بعض الأنواع.

ظهور الآفات:

من أجل إنشاء مطامر لدفن النفايات يتم التخلص من الغطاء النباتي، مما يؤدي إلى ظهور الكثيرة من أنواع الحشرات المختلفة، وأغلب هذه الحشرات تكون ضارة للحيوانات الحية مثل القطط والجرذان وغيرها من الحيوانات التي تتغذى على الأطعمة الفاسدة.

تهديد حياة الحيوانات:

هناك بعض النفايات فقد تتسبب في تهديد حياة الحيوانات وتُشكل خطرًا حقيقيًا على حياة الكائنات الحيه مثل أكياس البلاستيك، إذا تقوم بعض الكائنات الحية أو البحرية بابتلاعها.

المخاطر الصحية المتعلقة بالنفايات

قد يؤدي التعرض لنفايات الرعاية الصحية الخطرة إلى الإصابة بالأمراض وقد تكون الطبيعة الخطرة لنفايات الرعاية الصحية ناتجة عن واحدة أو أكثر من الخصائص: أنها تحتوي على عوامل معدية ومواد سامة، ومواد كيميائيو مشعة وربما تحتوي على أدوات حادة.

وتتسبب النفايات في تهديد حياة الإنسان بمخاطر صحية كثيرة ومختلفة مثل:

  • التعرض لبكتيريا الكزاز.
  • التهاب الجلد.
  • التعرض للجراثيم من البراز، مثل بكتيريا “إي كولاي” و”السالمونيلا”.
  • الإصابة بفيروسات قد تؤدي لالتهاب الأمعاء أو التهاب الكبد.

نفايات في حياتنا اليومية لها أضرار جسيمة

هناك نفايات في حياتنا اليومية تؤدي إلى غياب الوعي الصحي بسبب ضعف نظم جمعها والتخلص منها فتسبب في أضرار جسيمة مثل:

  • انتشار أمراض الجهاز التنفسي.
  • انتشار الروائح الكريهة.
  • الأمطار الحمضية.
  • اشتعال النيران والحرائق.
  • تكاثر المبكروبات.
  • ظهور الحشرات الضارة.
  • الاضطرابات البصرية.
  • الاحتباس الحراري.

ومن تلك النفايات نجد القمامة المنزلية، حيث تشكل الأكياس البلاستيكة واحدة من أنواع النفايات اليومية التي لها أضرار جسيمة ليس فقط على البيئة بل الإنسان والكائنات الحية، فقد تصيب الإنسان بالأمراض السرطانية والأورام، وتضع حياة الكائنات البحرية والبرية في خطر حيث يتم تسريب 13 مليون طن من مخلفات البلاستيك إلى المحيطات سنوياً، مما يتسبب في أضرار بيئية خطيرة للحياة المائية، وأخطرها قتل 100 ألف من الكائنات البحرية سنوياً.

فقد اكتشفت الأبحاث الدولية أن الأكياس البلاستيكية التى تلقى على الشواطئ تسبب فى موت مليون كائن بحري وطائر سنوياً  بسبب ابتلاع  تلك الكائنات للأكياس، فهي لا تتحلل بيولوجيًا بسهولة.

والنفايات العسكرية وهي التي لا يزال النقاش يدور حول كيفية التعامل معها والتخلص منها، فلم يتم الوصول إلى حل مرضي، فالمشكلة لا تكمن في صناعة المزيد من الأسلحة النووية وإنما في طريقة التخلص من نفاياتها.

نفايات العصر الحديث

تشمل نفايات العصر الحديث كميات كبيرة من المواد السامة مثل الباريوم والرصاص والكاديوم والزئبق، وتنتج هذه النفايات من أجهزة الكمبيوتر ومعدات الصوت وجميع الأدوات الإلكترونية التي لم تستخدم وتم إلقائها بإهمال مثل الكاميرات وأجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية، وكذلك البطاريات والمحولات، والأجهزة المنزلية والمعدات الطبية وغيرها.

فيمكن تسميتها بالنفايات الإلكترونية وهي المقتصرة على الأجهزة الإلكترونية ومعدات الرياضة وما إلى ذلك.

وترجع أسباب انتشار نفايات العصر الحديث إلى ما يلي:

  • التطور الصناعي الكبير بسبب سرعة انتشار التكنولوجيا، والتي أدت إلى تكوين كميات كبيرة من النفايات الصناعية وعدم القدرة على التخلص منها بسهولة.
  • عدم وضع العقوبات الصارمة والقوانين التي تحد من انتشار هذه النفايات بسبب عدم وجود الرقابة والمسؤولية من قبل الجهات المختصة.

التعامل غير العلمي مع النفايات

يتسبب التعامل غير العلمي مع النفايات في ظهور أشكال غير متماشية مع البيئة، مما يتسبب في تفاقم المشكلات وعدم العثور على حلول عملية ومن بين تلك الأساليب غير المناسبة ما يلي:

  • الحرق:

وينطوي أسلوب الحرق على مخاطر كثيرة مثل تلويث الهواء بالغازات المنبعثة ونواتج الحرق والخامات المتعددة التي تنشر أبخرة سامه في الهواء، أو خروج سائل سام يلوث البيئة، وذلك فضلاً عن إهدار القيمة الاقتصادية لعناصر في النفايات كان من الممكن إعادة تدويرها مرة أخرى.

  • الطمر:

وهو الدفن، وهذا الأسلوب غير العلمي يتسبب في تلوث التربة والمياه الجوفية بمواد سامة ناجمة عن النفايات المطمورة، ومن ثم تسرب الحشرات الضارة للتربة عن طريق أنفاق تتسرب منها الروائح الكريهة وغاز الميثان.

  • الرمي في المجاري:

رمي النفايات في المجاري والمسطحات المائية هو أحد الأسباب الرئيسية في تلوث مياه البحار والأنهار، حيث تلقي الدول مخلفاتها من الصناعة والزراعة في الماء.

طرق التخلص من النفايات

النفايات هي مواد كيميائية تحتوي على مواد سامة وقابلة للاشتعال، وإن لم يتم التخلص منها بطريقة صحيحة سوف تحدث خلل كبير في البيئة، فما هي طرق التخلص من النفايات؟

ويقصد هنا الطرق التي يمكن من خلالها تغير خواص النفايات لجعلها أقل خطورة، حيث يمكن التعامل معها بأمان أكثر، فيمكن إعادة تدويرها أو جمعها وتخزينها أو حرقها والتخلص منها، وفيما يلي أهم الطرق:

يمكن التخلص من النفايات وحماية البيئة منها عن طريق إعادة التدوير التي تقلل من كمية النفايات المستهلكة، كما يمكن معالجة النفايات بالطرق الحرارية التي تدمر الجزيئات السامة الموجودة في النفايات عن طريق تعريض النفايات لدرجة حرارة عالية باستخدام أجهزة كالفرن أو الموقد لحرق النفايات، ومن جهة أخر الاستفادة من حرارتها في توليد الطاقة الكهربائية ولكن قد يصاحب هذه العملية انبعاثات تلوث البيئة.

كما يمكن التخلص من النفايات بالطرق الكيميائية التي تتمثل في التبادل الأيوني والأكسدة والتمطير، أو الطريقة الفيزيائية سواء كانت بالترسيب أو التصلب أو التبخر أو الترشيح أو التعويم، كما يمكن التخلص من النفايات بطريقة المعالجة البيولوجية التي تستخدم لبعض النفايات العضوية.

وهناك طرق أخرى تؤدي إلى تقليل تأثير النفايات والتخلص منها بقدر الإمكان مثل المدافن الصحية، وهي مدافن خاصة للتخلص من النفايات تتميز باتباع المعايير العالية لعملية الدفن والمراقبة، فلا يمكن السماح للمواد المترشحة من النفايات أن تلوث الأرض، كما يتم وضع النفايات بحاويات محكمة الإغلاق مع أنابيب تهوية والتي تقوم فيما بعد بنقل غاز الميثان الناتج من تحلل النفايات.

ومن طرق التخلص من النفايات أيضًا طريقة الترميد، وهي عملية حرق المواد العضوية في النفايات الصلبة وتحويلها إلى رماد وحرارة وغاز، والاستفادة من الحرارة الناتجة عن الحرق في إنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية، والمميز في تلك الطريقة أنها لا تلوث المياه الجوفية.

كما يلجأ البعض إلى تحويل النفايات العضوية الصلبة إلى غاز حيوي، فعند تحلل الفضلات التي تحتوي على مواد عضوية بتأثير البكتيريا اللاهوائية، فإنها تنتج الغاز الحيوي الذي يتكون من ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان، وهناك طريقة أخرى وهي تحويل النفايات إلى أسمدة عضوية، وهذه الطريقة تعتمد على تجميع بقايا فضلات المطبخ وتركها مكشوفة لتبدأ البكتريات الهوائية والحشرات والفطريات والديدان بتحليل المواد العضوية فيها.

ويجب الحرص على تقليب الفضلات والسماح لغاز الأكسجين بالتخلل بين الفضلات، حتى لا تلجأ البكتيريا للتحلل اللاهوائي الذي يُنتج غازات تسبب رائحة غير محببة مثل غاز الميثان، وبعد انتهاء عملية التحلل تتحول الفضلات إلى سَماد حيوي يسمى أحياناً الذهب الأسود والذي يمكن خلطه بالتربة، أو وضعه حول النباتات.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.