من المسائل الغريبة والرؤى التي تصيب المرأة بالهلع أن ترى زوجها يجامعها مع امرأة ثانية، ولعلها قد تبني أحكاماً وقرارات خطيرة بناءاً على هذه الرؤية، لذا كان من الضروري التوقف ملياً عند حدود هذه المسألة، والتفكير بشكل صائب، فرؤية الزوج يجامع زوجة ثانية تحتمل العديد من التفسيرات التي اختلف فيها العلماء والمفسرين.
ولسوف نتناول هذا الموضوع بالتفصيل وذلك لإيضاح بعض النقاط التي تغفل عنها المرأة، وبالاطلاع على هذه الملاحظات يكون من السهل تدبر المسألة من كافة النواحي، فماذا يعني رؤية الزوج يجامع امرأة غيرك؟ وما التفسير الصحيح لمجامعتك مع زوجة ثانية؟
عند رؤية الزوج يجامع امرأة أخرى، فذلك يكون دال الشك والقلق الدائم، وسيطرة الهواجس النفسية على أسلوب المعيشة، والتفكير على نحو خاطئ، وتضخيم الأمور عن وزنها الحقيقي، فهذه الرؤية تعبر عن ضرورة التحلي بالصبر والفطنة قبل اتخاذ أي قرار من شأنه أن يفسد علاقتك بالشريك.
وقد ذهب البعض إلى القول بأهمية الإطلاع على الخفايا التي قد يحاول الزوج كتمانها، وذلك عن طريق النقاش وتبادل وجهات النظر والمصارحة بشكل مستمر، فقد تغفلين بعض الجوانب عن حياة الشريك، الأمر الذي يكون له أثر سلبي في أحكامك التي تصدر بصورة دائمة.
ويرى علماء النفس، أن رؤية الزوج يجامع زوجة ثانية يعبر عن عدم الرضا عن العلاقة العاطفية، ووجود نواحي خلل تسيطر على حياة الطرفين، حيث الصمت وقلة الحديث والميل نحو الانسحاب ورفض أي حوار قد يعمل على إعادة المياه لمجاريها الطبيعية، فهذه الرؤية تدل على الشقاء في العمل، وصعوبة تحصيل الرزق، والتفكير في أكثر من موضوع في وقت واحد.
بينما نجد البعض يتجه نحو القول بأن الزواج في المنام يدل على الرزق والخصوبة والانجاب، وذلك في حال كان الزوج صالحاً وقنوعاً بحياته ويرفض أي صدقات من الآخرين.
ولكن إذا رأت المرأة زوجها يجامعها في بيت أهلها، فذلك يكون دال على الود والمحبة، وصلة القرابة والبعد عن التقصير، والتخلص من الخصومات وحل الخلافات، وانتهاء مصيبة كانت على وشك الحدوث، كما تعد هذه الرؤية دليل على السعادة الزوجية وإيجاد حل لمشكلة كانت تعكر حياة الطرفين.
وفي حال كان الجماع أمام الناس، فهذا يشير إلى كشف بعض الأسرار أو تداول أسرار البيت على الآخرين، الأمر الذي يدل على الحزن وهدم الاستقرار وتفكك الروابط العائلية، وقد ينذر ذلك بحدوث أزمة مادية حادة أو وعكة صحية يصعب الشفاء منها.
الجماع مع زوجة ثانية
إن رؤية جماع المرأة مع زوجة أخرى تدل على وجود تقصير منها في أداء واجباتها التي تتعهد بها، حيث أنها تميل إلى الاهتمام بأمورها الشخصية وتعلو من شأن نفسها على حساب حياة الآخرين، الأمر الذي ينبع عنه خلاف غير محمود قد يؤدي إلى الانفصال على المدى القريب.
ومن ناحية نفسية، ترمز هذه الرؤية إلى كثرة ذكر الحديث عن وجود زوجة ثانية في حياة الرجل، والشك الذي يتلبس المرأة فيجعلها تميل نحو وضع فروض قد لا يكون لها أساس في الواقع، لذا عليها التمهل قبل إصدار أي حكم، فالشك من الشيطان، ومن الضروري أن تتحلى بالإيمان والثقة بالله في كافة خطوات حياتها.
وفي حال كان الجماع من الخلف، فذلك يدل على التفكير الخاطئ في إدارة الأزمات، والسير في نفس الطرق دون إيجاد العلاج المناسب لصلب المشكلة، وفرض الرأي دون الانصات للآخرين، كما تشير هذه الرؤية إلى المرض وسوء العاقبة، وقد تعبر أيضاً عن ضعف الجنين أو المعاناة الشديدة التي تمر بها في الأيام التي تسبق عملية الولادة.
وفي كثير من الأحيان ترى المرأة زوجها يتزوج من جديد، وذلك يعبر عن الأنباء السارة القادمة في الطريق، والمفاجأت التي سوف تغير حياتها نحو الأفضل، فقد تشهد في الأيام القريبة تحول تدريجي في نمط حياتها، فإن كانت تواجه بعض المشاكل، فسوف تتجاوزها بمزيد من الفطنة والمرونة.
ومن جانب آخر، تشير هذه الرؤية إلى وجود شكوك تساور قلبها، حيث ينتابها بعض الهواجس بشأن التصرفات التي يقوم بها الزوج، لذا كان من الضروري التعقل والصبر قبل اتخاذ القرارات، ودراسة الموقف من كافة الجوانب، كي لا تتخذ حكماً تندم عليه فيما بعد.
الحزن عند جماع الرجل زوجة أخرى
إذا شعرت المرأة بأنها حزينة عند جماع الرجل امرأة غيرها، فذلك يرمز إلى التغير المفاجئ، وتبدل الأحوال نحو الأفضل، وانتهاء الحزن وزوال الكرب، فالحزن يؤول على السرور وذهاب الهم، وليس عكس ما هو شائع، لذا فإن هذه الرؤية تشير إلى التحولات الجذرية في أسلوب المعيشة، وحصد ثمار الصبر وبلوغ الأهداف.
وقد ترى المرأة أنها تبكي بشدة عند جماع الزوج بزوجة أخرى، ويكون ذلك دال على تفريج الكرب وذهاب الغم، واستقبال أنباء سعيدة من شأنها أن تنقلها لحياة أخرى كانت تنشدها كثيراً، فالبكاء عند بعض المفسرين يعبر عن انتهاء مرحلة سيئة، وبدء مرحلة جديدة يسعد فيها الرائي ويحقق كافة أهدافه.
أما إذا شاهدت المرأة أن زوجها يجامع غيرها في السر، فذلك يكون دال على وجود حمل في القريب العاجل أو تجاوز ضائقة مالية، ونيل بعض الجوائز.
وإن كان هناك طلاق، فذلك يشير إلى الثبات والاستقرار، والخلاص من هم كبير كان يسكن قلبها، وتعد هذه الرؤية أيضاً مؤشر على الخوف من المستقبل والتفكير الدائم بشأن الأحداث الجارية، والقلق من أن يصيب علاقتها الزوجية نوع من الفتور الذي يصحبه الملل وزوال الشغف واللهفة.
مجامعة امرأة معروفة
في حال كانت المرأة التي يجمعها الزوج معروفة، فذلك يدل على التخطيط الدقيق والدخول في مشاريع جديدة، وربح بعض الأموال، والمثابرة حتى تحقيق الهدف المنشود.
أما إذا كانت المرأة مجهولة، فذلك يشير إلى الكسب والرزق الذي تحصده من جهات غير معروفة، فقد تأتيها أنباء سارة في القريب أو تنال مكافأة نفيسة.
وإذا شاهدت أن الزوج يجامع زوجة أخرى، وكانت الرائية حامل، فذلك يرمز إلى التيسير في أمر الولادة، والبركة والخير وزوال محنة وتجاوز كرب، فهذه الرؤية تعد مؤشر على ضرورة التحلي بالصبر والخلاص من التفكير الخاطئ والتوتر الذي لا حاجة له، وأهمية الإيمان والثقة في الله.
ولكن إذا كانت المرأة التي يجامعها الزوج صديقة الرائية، فذلك يعبر عن الثروة والعمل الجاد، والاتفاقات المبرمة والعهود التي تلتزم بها، والمشاركة في تحقيق الأهداف، فقد يكون هناك مشروع قادم مع صديقتها يعود عليها بالنفع ويخلصها من الديون التي تبث روح الخلاف بينها وبين زوجها.
ويذهب بعض المفسرين إلى القول بأن هذه الرؤية في العموم تعد من الرؤى الناتجة عن وساوس الشيطان وهواجس النفس، فالشيطان يحاول الإيقاع بها وذلك لنشوب الحرائق في بيتها، وتخريب حياتها الزوجية، ومن ثم كان عليها التحلي بالحكمة والتعقل عند إدارة الأزمات، وأن لا تترك نفسها فريسة لإغواءات النفس ومكائد الدهر.
وقد تجد الرائية نفسها سعيدة عند رؤية الزوج يجامع زوجة أخرى، وذلك يكون دال على الرضا التام عن الكيفية التي تسير بها حياتها الزوجية، وبلوغ الأهداف التي كان يصعب عليها الوصول إليها من قبل، والقدرة على حل الخلافات السابقة والبدء من جديد.
والزوجة الثانية تعد بشارة خير بأيام سعيدة تخلو من الاضطراب وعدم الاستقرار، فالكثرة تؤول على الوفرة والصيت وسداد الديون وزوال الهموم، وتخطي الأزمات التي يفتعلها البعض لخراب البيوت.
حيث تعتبر رؤية الزوج في مواضع تنفر منها الزوجة دليل على توتر العلاقة بينهما في الواقع، وكثرة الخلافات على أتفه الأسباب والتربص لأي خطأ مهما كان صغيراً، وافتعال المشاكل دون داعي لذلك، لذا كان من الصواب الهدوء وعدم التعجل في إصدار الأحكام الخاطئة.
فكثيراً ما نقع في أخطاء ناتجة عن أهواء النفس، فإذا ما تبعنا هذه الأخطاء، تبدلت حياتنا من السعادة للحزن، ومن الراحة للشقاء، وفي هذا يرى الشرع ضرورة الحذر من العجلة، والتروي قبل اختيار الطرق التي نسلكها، واللجوء إلى الحوار وتوفير قنوات تواصل تخلص القلب من شكوكه التي تفتك به من الداخل.
وفي مجمل القول، تعد رؤية الزوج يجامع زوجة ثانية مع زوجته من الرؤى التي لا يجب أن تقلق بشأنها المرأة، فالقلق هنا يصيبها بالذعر دون الحاجة لذلك، كما يتبع ذلك نوع من الزعل الذي لا جدوى منه، فمن الحكمة أن تفطن المرأة لما يدور حولها من مكائد للنيل منها، فقد يحاول البعض نزع الاستقرار والتماسك القائم بينها وبين زوجها بكافة السبل الممكنة.
