ينتشر في الأوانة الأخيرة علاقات غرامية لا يتقبلها المتجمع ولا الأعراف السائدة منها أن تميل امرأة لرجل متزوجة، وتبادله مشاعر الحب وتحاول أن تستميل قلبه بكافة الطرق الممكنة، ولا شك أن عقوبة من تكلم رجل متزوج وخيمة وعوضاً عن ذلك فإن هذه العلاقة ليست سوية أو صحية على الإطلاق، ويكون لها آثار سلبية على المرأة ذاتها من كافة الجوانب.
عقوبة من تكلم رجل متزوج
- لا شك في عدم جواز وجود أي علاقة بين الرجل المتزوج وبين أي امرأة أخرى سواء كان ذلك بالكلام أو في اللقاءات التي تجمع بينهما.
- وقد ذهب الشرع إلى اعتبار حديث المرأة مع رجل متزوج باب من أبواب الزنا والعياذ بالله.
- وتشدد بعض الدول على عقوبة من تكلم رجل متزوج بالجلد والسجن، وينال الرجل أيضاً نفس الجزاء في حال وقع في الإثم أو اشترك فيه.
- فقد حدد الشرع النطاق السليم للعلاقات الإنسانية وربطها بالزواج على سنة الله ورسوله، والبعد عن أي علاقات قد تفتح باب الفتنة.
- ويجوز للرجل الحديث مع امرأة أخرى غير زوجته في حالات قد حددها الشرع، منها أن يتزوج من هذه المرأة، فقد أتاح الإسلام للرجل الزواج من مثنى وثلاث ورباع، وما دون ذلك، فيعتبر زنا وذنب عظيم يستوجب التوبة منه.
- وتعتبر أي علاقة خارج نطاق الزواج بمثابة خيانة للزوجة أو الزوج، فإن تكلم الرجل مع امرأة لا تحل له ولا تربطه بأي صلة، فذلك حرام شرعاً، ولا يقبله دين أو عُرف.
احذري الرجل المتزوج
- الحذر كل الحذر من الوقوع في حب رجل متزوج، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستمر هذه العلاقة أو تخرج على العيان وتكون محل نظر الآخرين، فكل ما يمكن أن يفعله الرجل أن يحبك سراً، ولن يخطو أي خطوة لتحقيق ارتباطه بكِ رسمياً.
- فالرجل المتزوج مهما تكلم مع نساء آخريات أو وقع في حبهن، فإنه لن يترك أبداً زوجته الأولى إلا في حالات نادرة.
- وللرجال المتزوجين أساليبهم في الإيقاع بالنساء وأغراضهم في كافة الأحوال واحدة، فالمعتاد من الرجل المتزوج أن يبرز لكِ قدر همومه ومشاكله مع زوجته، وعدم حبه لها، وسوف يبرر سبب ارتباطه بها، وسيتغزل فيكِ ويتلو أبيات من القصائد، وذلك كله بمثابة الوهم والسراب الذي يحاول جذبك نحوه.
- فالحذر من الرجل المتزوج واجب، لأنه سيعذبك عاطفياً، وسيبعث في قلبك آمالاً لن تتحقق، فاحتمال هجر زوجته غير وارد، ومن هنا تعيشين حياتك في آلام وعذابات لن تنتهي.
- كما أن حب رجل متزوج لكِ أمر سوف يبث في نفسك الشك فيه وعدم الثقة أبداً بحبه، فمن يخون زوجته، سوف يخون غيرها متى سنحت له الفرصة.
- فالرجل المتزوج مراوغ بامتياز، ويستطيع الإيقاع بكِ بسهولة وجذبك نحو شباكه للانقضاض عليكِ متى توفرت الفرصة المناسبة، وما أن يحقق غرضه ويلبي رغباته الدنيئة، سوف يهجرك كلياً.
كيف أتأكد من حب رجل متزوج لي؟
تتوفر العديد من الدلالات والعلامات التي تبرز مدى اهتمام رجل متزوج وحبه لكِ، ومنها:
- السعي الدائم نحو التقرب منكِ واللقاء بكِ، والرغبة الحارة في رؤيتك والبقاء معك لأطول وقت ممكن.
- العناية بكافة تفاصيل حياتك، والعمل على محاولة لفت أنظارك متى تواجد في نفس المكان الذي تحضرين فيه.
- عندما يقع الرجل المتزوج في حب امرأة أخرى، سوف يبدأ في الاهتمام بنفسه ويعتني بمظهره كلياً، وذلك للفت انتباهك نحوه واستمالة قلبك.
- التركيز على الأشياء التي من شأنها أن تسعدك وتبهج قلبك.
- عدم نسيان المناسبات والأيام التي لها ذكريات خاصة بينكما.
- تقديم الهدايا بين الحين والآخر وبشكل مفاجئ.
- التغاضي عن عيوبك، وقبولك على كافة الأحوال.
- التقرب من دائرتك الخاصة من أقارب وأصدقاء.
تجارب الزواج من رجل متزوج
تجربتي في الزواج من متزوج كانت كالآتي، عشت أكتر من 10 سنين أرملة. وكنت أبحث عن زوج صالح يكون أبا فاضلاً لأبنتى. وحدث أن رشحت لى صديقتى خالها المقيم بأمريكا. قالت لى إنه متدين وطيب وحنون، ولكنه متزوج وظروفه المادية صعبة ومتعسرة هناك. وكنت طيلة فترة ترملى حين يتقدم لى رجل متزوج أشترط أن أقابل زوجته حتى أطمئن أنها تعلم ولا تمانع. صديقتى قالت لي إن خالها ينزل مصر كل سنة كي يتزوج دون أن يحدث النصيب. وأخبرتنى أن زوجته تعلم ولا تعترض. لن أطيل عليكم تزوجنا. وبعدها اكتشفت أن زوجته لم تكن تعلم. وحين علمت أن والديها متوفيان فهمت لماذا اضطرت أن توافق. ضايقنى هذا الاكتشاف جدا لأني شعرت بانكسارها وقلة حيلتها. لكن الأستاذ عاد وفى نيته أن يتزوج للمرة الثالثة، ولم يمض عام واحد على زواجنا. حاول أن يقنعنى بأن زواجه لمصلحتنا لظروفه المادية الصعبة. لأنها تعيش في أوروبا وستوفر له عملًا هناك. فاستنكرت أن يتزوجها من أجل المصلحة! وقلت له إن ربنا لن يبارك في زواج كهذا! فقال لي: مثلما تزوجتك على زوجتي الأولى سأتزوج عليك أنتِ الأخرى! هذا هو العدل. قلت له: لو كنت تتكلم عن العدل فعليك أن تحيا معي عشرين سنة، وتنجب منى ثلاثة أطفال كما أنجبت من زوجتك الأولى. بعد شهر سافر وظل مختفياً عدة أيام وكان قلبى يشعر أنه تزوج فعلًا.
حكم من يكلم بنات وهو متزوج
- لا يقبل الشرع أو العُرف جواز أن يكلم الرجل المتزوج أي امرأة أخرى على زوجته، فتلك خيانة لا تغتفر، ومدخل من مداخل الشيطان لبث الفرقة بين الأزواج، فإن أبغض الحلال عند الله هو الطلاق، ولطالما سعى الشيطان لتخريب حياة الرجل وزوجته، ومن أساليبه ومكائده أن يفتح للزوج باباً للحديث مع نساء آخريات.
- والرجل الذي يسعى للتواصل مع الفتيات سواء بطريقة مباشرة باللقاء والاجتماع أو بطريقة غير مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا يحل له ذلك شرعاً وعرفاً، ولا يمكن تبرير هذا الفعل تحت أي مسوغ أو برهان.
- ونستطيع أن نجزم أي سبل التطور في التكنولوجيا قد أفدت إلى انتشار الخيانة بين الرجال والنساء، وفتحت لهم باباً كان مغلقاً، ويسرت عليهم فعل المنكر وارتكاب الذنب.
- ولعل حديث الرجل مع امرأة اجنبية عنه يترتب عليه خراب الأسرة وتفكك الروابط الموجوة بين أفرادها، وفيه فساد في الدين وشيوع للفتنة في المجتمع.
حكم تحدث الرجل المتزوج بالأنترنت مع المرأة
- تعتبر هذه المسألة من المسائل التي عليها خلاف نظراً لتشعب جوانبها وضرورة الإلمام بكل جانب على حدة.
- وبطبيعة الحال فإن الرجل يجوز له الحديث مع امرأة عبر الأنترنت في حدود أن يكون الحديث حول عمل ما أو الاستشارة عن مسألة في حال كانت المرأة ذات علم، ويفضل في تلك الحال أن يستشير الرجل رجل مثله، ويقع الأمر على المرأة أيضاً.
- كما يجوز له الحديث في الحدود الشرعية والعفة وتقوى الله -سبحانه وتعالى- وفي حدود الاحتياج أيضاً.
- ولكن لو حدث تجاوز في حدود هذا التواصل، وتخطى كل طرف حدوده الشرعية، فذلك محرم وهو باب من أبواب الفتنة والخراب بين الزوجين.
- ومن الجدير بالذكر أن الشرع لم يحرم التواصل على الإنترنت طالما كان الحديث في أمور مهمة ومحددة كالعمل أو الاستفسار عن شيء، وأيضاً طالما كان الكلام أمام الناس وليس في خلوة، وليس أحد الطرفين في وضع يثير الفتنة.
- وما دون ذلك فهو حرام شرعاً، ولا يجوز أن يكلم الرجل امرأة أجنبية عنه على زوجته في حال تجاوز الحدود الشرعية.
حكم حب الرجل المتزوج لغير زوجته
- لا جدال في أن حب الرجل لامرأة غير زوجته يعتبر بلا أدنى شك خيانة لها وطعنة يصعب التعافي منها.
- فلا يجوز أن يحب الرجل من لا تحل له أو ينظر إلى امرأة نظرات محرمة، فالوقوع في حب امرأة أخرى أو النظر إليها بشهوة يعتبر زنا.
- وقد حرم الشرع وأنكر على الرجل المتزوج أنه يميل بنفسه وجسده نحو نساء لا يرتبط بهن شرعياً.
- كما غلط في عقوبة من يفعل ذلك، فمن أحب امرأة على زوجته، فقد زنا بها، والزنا لا يقتصر فحسب على العلاقة الجسدية.
- ولكن في حال أحب الرجل امرأة، وكتم محبته في قلبه وذلك للزواج منها، فذلك لا حرمانية فيه، فالشرع قد أحل له مثنى وثلاث ورباع.
- أما أن يحبها ويبادلها الحب ويجتمع بها دون أن يكون بينهما أي رابطة، فذلك محرم ومنكر وعقوبته شديدة.
حكم معاشرة رجل متزوج
- أن معاشرة رجل متزوج هو الزنا بعينه، وهو من الموبقات السبع والكبائر التي تستوجب التوبة وطلب الصفح من المولى -سبحانه وتعالى-.
- فالزنا يُعرف في اللغة بأنه وطء الرجل لامرأة من غير عقد شرعي، وهو الفجور.
- وحد الزاني المحصن أي: المتزوج، القتل بالرجم بالحجارة حتى الموت، وكذلك المسلمة المحصنة أي: المتزوجة عقوبتها الرجم بالحجارة حتى الموت. قال البهوتي: قد ثبت أن النبي رجم بقوله وفعله في أخبار تشبه التواتر.
- وهناك شروط خمس يجب توافرها في الزاني لإقامة هذا الحد عليه، وهي:
- الوطء في القُبُل، بحيث يسبق إقدامه على الزنا وطْء زوجته.
- الوطء بنكاحٍ صحيحٍ.
- البلوغ لكلا الزوجين.
- الحريّة لكلا الزوجين.
- العقل لكلا الزوجين.
