عرف التلوث، ما هو التلوث؟ وما هي أسبابه؟ وأضراره؟ فكيف يؤثر على البيئة والإنسان؟ وما هي أنواع التلوث؟ سوف نجاوب على كافة هذه الأسئلة في السطور التالية ونعرض بشكل مفصل مشكلة التلوث وطرق علاجها والحد منها ونتعرف على الحلول المطروحة.
عرف التلوث
يمكن تعريف التلوث بأنه التدخل في النظام البيئي الذي يؤدي إلى حدوث اضطراب في النظام بسبب تجاوز النسب المقبولة، مما يتطلب الأمر وعي كافي لضمان الوقاية من الأضرار الناتجة عن التلوث.
والتلوث أيضًا هو المواد الدخلية على البيئة سواء كانت طبيعية أو صناعية من صنع الإنسان والتي تؤثر على الإنسان والحياة بأكملها.
وللتلوث أنواع وصور كثيرة مختلفة مثل التلوث البيئي الذي ينجم عن عناصر ملوثة تحدث تغييرات في الطبيعة وتؤدي إلى نتائج كارثية قد تدمر البيئة والإنسان.
أنواع التلوث وطرق علاجها
يمكن تقسيم التلوث إلى أنواع مختلفة مثل:
التلوث الكيميائي:
ظهر هذا النوع من التلوث في منتصف القرن العشرين بسبب التقدم الصناعي الهائل في مجال الصناعات الكيميائية، وهو التلوث بالمواد الكيميائية مثل الرصاص و مركبات الزئبق أو المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية التي يصنعها الإنسان أو الناتجة عن مخلفات المصانع مثل مصانع الزيوت أو مواد التنظيف والتي ينتج عنها مخلفات جانبية تُلقى في المجاري المائية أو تنتشر في الهواء على شكل أدخنة مما تتسبب في تلويث البيئة.
وقد تصل آثار التلوث الكيميائي إلى الغذاء بسبب استخدام المواد الحافظة والصباغ والألوان والروائح الصناعية والمنكهات المستخدمة في الأغذية، وقد أثبتت الدراسات الطبية أنها قد تؤدي إلى الإصابة بالأورام السرطانية الخبيثة.
التلوث الإشعاعي:
التلوث الإشعاعي هو أخطر أنواع التلوث البيئي بسبب عدم إمكانية رويته أو الإحساس به ومن ثم السيطرة عليه وذلك لأنه يحدث في صورة تسرب المواد المشعة إلى الماء والهواء والتربة، وتنتقل هذه الإشعاعات والمواد إلى الكائنات الحية وتسلل في كل مكان بسهولة دون ترك آثار عند انتشارها.
ومن المؤسف أن مصادر التلوث الإشعاعي هي مصادر طبيعية مثل الغازات المشعة المتصاعدة من قشرة الأرض أو الأشعة الصادرة من الفضاء الخارجي، أو صناعيات كمحطات الطاقة النووية، والنظائر المشعة المستخدمة في الصناعة أو الطب أو الزراعة، والمفاعلات الذرية.
التلوث الضوضائي: وهو أحد أشكال التلوث التي تتسبب في حدوث إزعاج كبير للإنسان حيث تؤثر على تركيزه وقد يصل الأمر إلى عدم قدرته على السيطرة على أعصابه والتحكم فيها، وهذا النوع من التلوث يحدث بسبب أصوات السيارات وأصوات الموسيقى الصاخبة والقطارات.
التلوث البيولوجي:
التلوث البيولوجي من أقدم أنواع التلوث الموجودة في البيئة وذلك بسبب انتشار البكتيريا والفطريات في الهواء والتربة والماء، وهذه الكائنات تختلط بالطعام الذي يأكله الإنسان أو تسلل إلى شرابه أو الهواء الذي يستنشقه مما يؤدي إلى إصابته بالأمراض.
ويحدث التلوث البيولوجي بسبب ترك الحيوانات الميتة ملقاة على الأرض أو في مصارف المياه، وانتشار القمامة في الكثير من الأماكن دون مراعاة القواعد الصحيحة والتخلص منها بطريقة سليمة وأمنة، وكذلك بسبب تصريف مياه الصرف الصحي دون معالجتها كيميائياً في موارد المياه العذبة.
التلوث الحراري هو التغير في درجة حرارة مياه المسطحات بسبب النشاط البشري مثل استخدام المياه في تبريد محطات الكهرباء.
التلوث الجوي:
التلوث الجوي من أخطر أنواع التلوث التي تضر صحة الإنسان وتشكل خطورة كبيرة عليها، فوفقًا للدراسات البيئية في أغلب الدول التي تتعرض للتلوث الجوي بسبب ثاني أكسيد الكربون، فهو من أخطر الملوثات المنتشرة في الهواء.
ولعلاج التلوث فهناك حلول للحد من هذه الظاهرة مثل:
- إعادة تدوير النفايات مثل العمل على إعادة استخدام المواد مثل البراميل بدلاً من التخلص منها.
- تشجير المدن وزيادة المساحات الخضراء.
- سن التشريعات التي تحافظ على البيئة.
- وضع برامج المساعدة البيئية للشركات الناشئة والتي تساعدهم على الامتثال لقوانين الطبيعة، والحد من الانبعاثات والنفايات الصادرة منها، والتقليل من الالتزامات التنظيمية.
- الحد من عوامل التعرية للتقليل من الرواسب في المياه.
- معالجة مخلفات الحيوانات.
- إصلاح تسرب الزيت في المركبة في حال حدوثه، والتخلص من عوادم الزيت بالطريقة الصحيحة، وعدم رميه في مصارف المياه.
- العمل على تطبيق ممارسات ترشيد استهلاك المياه والطاقة.
أضرار التلوث البيئي
التلوث البيئي هو ظاهرة غير طبيعية تتسب في إحداث نتائج مدمرة لأنه يؤثر على كل من الماء والتربة والهواء، أي كل العوامل المحيطة بالإنسان.
فما هي أضرار التلوث البيئي على الإنسان؟ إليكم فيما يلي أهم مخاطر التلوث وأضراره التي تهدد صحة الإنسان:
- يرجع السبب الرئيس للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل سرطان الرئة إلى الهواء الملوث الذي يستنشقه الإنسان.
- أكدت الدراسات أن الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان مثل التيفود أو الكوليرا بسبب المياه الملوثة بالمعادن.
- يؤثر تلوث التربة بصورة كبيرة وخطيرة على صحة الإنسان، فالتركيزات العالية من العناصر الموجودة في التربة مثل الزئبق تؤدي إلى حدوث مشاكل دماغية أو أضرار في الكبد والكلى.
حلول التلوث
هناك طرق لمعالجة التلوث ومن أهمها ما يلي:
الوعي أولاً بمشكلة التلوث:
لكي نعالج التلوث علينا أولاً الوعي بمشكلة التلوث وضرورة المحافظة على البيئة والحد من مصادر التلوث، وتقع هذه المسؤولية على عاتق كل فرد في المجتمع، فيجب أن نغرس في أولادنا أهمية الحفاظ على البيئة ونطلعهم على واجباتهم في الحد من أضرار التلوث، والمحافظة على نظافة الأرض.
العثور على الخيارات الآمنة:
يجب على كل فرد أن يمتنع أو يقلل من استخدام المواد التي تضر البيئة، والبحث عن خيارات آمنة، مثل الاستعانة بالسماد الطبيعي بدلاُ من الصناعي، أو استخدام أكياس الورق بدلاً من الأكياس البلاستيكية، وذلك بالإضافة إلى محاولة التقليل من دخان السيارات مثل السير على الأقدام في المسافات القريبة.
الحد من العادات السيئة:
الحد من العادات السيئة من أهم الحلول الفعالة في علاج مشكلة التلوث، فيجب على الإنسان الوعي بعدم إلقاء القمامة في مجاري المياة فهي من أبرز العادات السيئة التي تتسبب في تلوث المياة ومن ثم التربة، فيجب التوقف عن هذه العادة السيئة والمدمرة.
أسباب تلوث الهواء
يمكن تعريف تلوث الهواء بأنه الهواء الذي يحتوي على مزيج من من الجسيمات والغازات ، ويشكل تلوث الهواء تهديدًا كبيرًا على صحة الإنسان أولاً والمناخ، فاستنشاق الهواء الملوث قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي.
وترجع أسباب تلوث الهواء إلي أسباب طبيعية وأخرى بسبب تدخل الإنسان مثل:
- الأسباب الطبيعية بسبب التغيرات المفاجئة أو الموسمية في درجات الحرارة أو الغازات التي تنتجها للحيوانات والنباتات.
- يحدث تلوث الهواء بسبب البراكين والانفجارات، ومن ثم انبعاث الغازات البركانية والجسميات الدقيقة إلى الغلاف الحوي، وتنتقل هذه الملوثات إلى مسافة تصل لعشرات الكيلومترات.
- النفايات هي أحد الأسباب الرئيسية في تلوث الهواء، فحرق النفايات للتخلص منها يتسبب في انطلاق كمية كبيرة من الدخان الذي يلوث الغلاف الجوي والتربة والماء.
- تطلق بعض الحيوانات غازات ناتجه عن عملية الهضم، أما النباتات فتسبب في انبعاث كمية كبيرة من المركبات العضوية المتطايرة.
- يساهم حرق الغابات في تلوث الهواء حيث يرسل الأدخنة المحملة بأول أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي مما يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري.
- مبيدات الآفات الزراعية تتسبب في تلوث الهواء حيث تنطلق وتستقر في الهواء مباشرة وتتحلل بفعل أشعة الشمس.
- استخدام المنتجات الكمياوية والصناعية التي تلوث الهواء بنسبة كبيرة وذلك بسبب تصهير المعادن والدهانات ومشتقاتها.
مصادر التلوث
يوجد مصدرين للتلوث وهما:
التلوث الطبيعي:
وهذا التلوث لا يتدخل فيه الإنسان بل البيئة والظواهر الطبيعية التي تحدث من وقت لآخر مثل الصواعق والبراكين والعواصف، حيث تحمل كميات كبيرة من الأتربة والرمال التي من الصعب السيطرة عليها والتنبؤ بها وتسبب في تلف البيئة وتلوثها.
التلوث الصناعي:
يحدث هذا التلوث بسبب نشاط الإنسان في الصناعة وكافة الخدمات الأخرى، فاستخدام المواد الحديثة والتكنولوجيا بشكل مفرط تسبب في زيادة حدة التلوث، فأصبحت الصناعات التقنية الحديثة في عصرنا الحالي تشكل مصدر أساسي للتلوث، وباتت تهدد حياة الكائنات البشرية، ومن أمثلتها: المخلفات الصناعية وعوادم السيارات ومركبات الكربون السامة التي تخلف عن مداخن المصانع.
وهناك تصنيفات أخرى لمصادر التلوث البيئي مثل:
مصادر تلوث المياه:
يتلوث الماء بسبب مصادر مختلفة يمكن تصنيفها فيما يلي:
- الرواسب الناتجة عن عملية زراعة الغابات، والبناء.
- نفايات الحيوانات الأليفة، والزيوت، المعادن، والشحوم.
- المواد الكيميائية التي لم يتخلص منها بشكل صحيح.
- المواد الصلبة المذابة الغير صالحة للاستخدام البشري.
- المواد الصلبة العالقة التي تؤثر على عمليات تحويل ثاني أكسيد الكربون والاكسجين وتعمل على حجب أشعة الشمس، والتركيزات العالية منها يمكن أن تسد القنوات المائية ومجاري الأنهار.
- النفايات الصناعية الأولية والثانوية بما فيها الرصاص والكبريت والزئبق والفوسفات.
- المبيدات الحشرية التي تتركز في التربة وتنتقل إلى المياة الجوفية عن طريق مياة الأمطار والجريان السطحي.
مصادر تلوث الهواء:
هناك العديد من المصادر التي تؤدي إلى تلوث الهواء يمكن عرضها في أربعة أنواع أساسية وهي:
- المصادر المتنقلة: تشمل العوادم الناتجة عن السيارات والطائرات والسفن وغيرها.
- المصادر الثابتة: مثل المصانع ومحطات توليد الطاقة ومصافي النفط.
- المصادر الطبيعية: تشمل البراكين والغبار المنقول في العواصف والرياح بالإضافة إلى رذاذ ملح البحر.
- المصادر النطاقية: مثل أفران حرق الأخشاب، والمدن، والمناطق الزراعية.
مصادر تلوث التربة:
تشمل خمسة أنواع رئيسية وهي:
- الكيماويات الزراعية: والتي تشمل المبيدات الحشرية والأسمدة وتسرب الوقود إلى التربة.
- المصادر العرضية: مثل مخلفات الانفجارات والحروب، والحوادث الصناعية والغازات السامة التي تؤثر على التربة.
- المصادر الصناعية: مثل الصناعات التعدينية والإلكترونية، والصناعات الكيماوية التي تضر البيئة بسبب المخلفات الناجمة عنها.
- مصادر الغلاف الجوي: تشمل الملوثات المنتقلة عبر الرياح والمطر الحمضي.
- مصادر المدن الحضرية: ولها صور كثيرة ومتعددة مثل الملوثات العضوية، ومخلفات احتراق الوقود، والمعادن الثقيلة في التربة، والنفايات المنزلية، وترسب الرماد الناتج عن محطات توليد الطاقة الكهربائية.
