تدور الأرض حول محورها وتأتي لنا ببعض التتابُعات التي يعتمد عليها ظهور الليل والنهار، وهذه الفكرة استمرت سنين طويلة يتم تدريسها واختبارها وذهاب أشخاص إلى الفضاء للتأكيد عليها، فسنعرف في هذا المقال الدلائل على حركة الأرض حول نفسها وحول الشمس.
تدور الأرض حول محورها
في البداية وجبَ الذكر أن الأرض تدور بنوعين من الدوران ألا وهما؛ النوع الأول دورانها حول محورها ويُسمى بالدوران الفلكي، والنوع الثاني دورانها حول الشمس وتعرف باسم الفترة المدارية.
وعندما نأتي للدوران الفلكي للأرض سنجد أنها تقوم بها مرة واحدة كل فترة زمنية محددة تُقارب 24 ساعة، وتلك عدد الساعات تسمى باليوم الفلكي أو باليوم الشمسي، وأهمية هذا الدوران الفلكي للأرض أنه يحدد الشروق والغروب، وبالتالي يكون مسئولًا عن تعاقب الليل والنهار.
سرعة الأرض حول محورها لها تأثير على شروق الشمس من الشرق وغروبها من الغرب، وهذا لأنها تدور عكس عقارب الساعة، ولذا تشرق الشمس من جهة الشرق وتغر من جهة الغرب، وسنجد هذا عندما ننظر إليها من الفضاء من جهة القطب الشمالي.
لكن تلك السرعة تتباطأ مع الوقت، وهذا يرجع إلى تأثير القمر المدي على دوران الأرض، ومع مرور الزمن سيأتي وقت تشرق الشمس من الغرب بسبب هذا البطء
تدور الأرض حول محورها فقط
في قديم الزمان لم يتم الاعتراف بأن الأرض تدور، بل كان هناك اعتقاد أنها كانت مركز الكون والشمس هي التي تدور حولها، ولكن خرج علماء في القرن السادس عشر وذكروا أن الأرض هي التي تدور حول الشمس فتعرضوا للاضطهاد.
وهذا حتى استقر العلماء على أن الشمس هي المركز وأن الأرض كوكب يدور في مدار حول الشمس، ليس فقط هذا، بل أنها تدور حول محورها أيضًا، ولذا فكرة أن الأرض تدور حول محورها فقط غير صحيحة بالمرة.
دليل على دوران الأرض حول نفسها
يحتاج بعض الأفراد إلى إثبات على دوران الأرض، وسنأتي أولًا بدليل من القرآن الكريم، والذي يوضح السبب في أن تدور الأرض حول محورها:
“وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ”.
هذا النص الكريم في سورة يس تحدث عن ثلاث أجرام سماوية مع وضع خاتمة ب “كل في فلك يسبحون” وبالتالي أشار إلى حركة الأرض والقمر والشمس في الفلك.
هناك ثلاث أدلة علمية تثبت دوران الأرض؛ ألا وهي:
- الانحراف النجمي
يعتمد هذا الدليل على التغير السنوي الذي يحدث في أماكن النجوم في السماء؛ أي أنها تتحرك من مكانها يمينًا أو يسارًا أو شمالًا أو جنوبًا، ويرجح هذا إلى سرعة الضوء المنبعث من النجم وإضافته إلى سرعة الأرض.
- اختلاف المنظر النجمي
هذا أسهل دليل بحيث قد نرى أن النجوم تغيرت وتغيرت أماكنها من يوم لآخر، قد تكون كثُرَت في أوقات وأوقات أخرى قلَّت -وبالطبع الرؤية تكون ليلية ويفضل دون أي مصدر للضوء لرؤية النجوم بوضوح- وهذا يوضح أن الأرض تتحرك بطبيعتها.
- الطول الموجي للضوء
علميًا أن الطول الموجي للضوء المنعكس من الأجسام المتحركة يكون أقصر؛ وهذا يترجم إلى أن لونه سيكون أكثر زرقة، وهذا في حالة الاقتراب من مصدر الضوء، ويكون الطول الموجي أطول حينما نبتعد عن المصدر؛ أي يكون لونه أكثر احمرارًا.
ولذا عندما تتحرك الأرض فسيظهر نجم معين باللون الأزرق في مكان ما، وعندما تصل الأرض لجانب آخر فسيظهر نفس النجم باللون الأحمر، وبالتالي يكون هذا دليلًا على حركة الأرض.
دوران الأرض حول محورها وحول الشمس
استكمالًا لما ذكرناه في فقرة (تدور الأرض حول محورها) سنجد أن الأرض تدور حول الشمس أيضًا، وهذا ما يعرف بالفترة المدارية، وهي دورة واحدة خلال 365.3 يومًا شمسيًا تقريبًا من مسافة مقدرها 1496 كم تقريبًا.
عندما تتحرك الأرض حول الشمس فهي تصل إلى منطقة الأوج في اليوم الرابع من يوليو من كل سنة، وتصل إلى نقطة الحضيض في اليوم الثالث من شهر يناير من كل عام، وهذا التغيير يؤدي إلى تغيير في كمية الطاقة الشمسية والأشعة التي تصل إلى الأرض.
هذا بالإضافة إلى ميل نصف الكرة الأرضي الجنوبي باتجاه الشمس حين تصل إلى نقطة الحضيض، ولذا يصل إلى نصف الكرة الجنوبي أكبر كمية من الطاقة الشمسية خلال الدوران عن النصف الشمالي.
نتائج دوران الأرض حول الشمس
كما أن نتيجة دوران الأرض حول محورها هو توالي الليل والنهار على الكرة الأرضية خلال 24 ساعة، فهناك نتائج مترتبة على دوران الأرض حول الشمس حيث تتوالى الفصول الأربعة على مدار 365 يوم حيث في تلك الفترة سيتم إتمام عام؛ أي تكملة دورة حول الشمس بالإضافة إلى ميل محور الأرض فنجد أن أشعة الشمس تصل بكميات مختلفة إلى الأرض.
الفصول الأربعة هم الشتاء، الربيع، الصيف، والخريف، ويأتون متتابعين، ولكن في نصف واحد فقط من الكرة الأرضية ولكن النصف الأخر يكون الفصل المعاكس له، وهذا يرجع إلى ميل محور الأرض واختلاف طاقة الشمس التي تأتي إليه، على سبيل المثال حين يأتي الخريف في النصف الكرة الشمالي سيكون الربيع في النصف الكرة الجنوبي.
