في كثير من الأحيان يصل الإنسان لحالة من الاضطراب والوحدة تدفعه إلى الإخفاق في اسعاد نفسه، ويتساءل بينه وبين نفسه كيف اسعد نفسي بنفسي؟ ويبدأ ذلك بفهم الذات وتوقير النفس وعدم تأنبيها على أمور لا دخل لها فيها، فوضع اللوم عليها هو السبب الأول للتعاسة والانطواء، وفي هذا المقال سوف نذكر كافة الأساليب والوسائل المؤدية لفهم سليم للذات وسعادة تغمرها في ظلمات الطريق.
كيف اسعد نفسي بنفسي؟
إن سُبل إسعاد النفس كثيرة ومتعددة، وقبل أي شيء، على الإنسان أن يحترم ذاته ويقدرها حق التقدير، وعليه أن يبتعد عن آراء الآخرين التي تؤثر عليه بالسلب، فانخفاض تقدير المرء لنفسه هو العامل الأساسي في التحقير منها، وفي حال كنت تقضي معظم وقتك بمفردك، فهذه طرق ووسائل تساعدك على السعادة دون الحاجة لرفقة:
- افهم ذاتك، من الضروري أن يفهم المرء نفسه من ناحية احتياجاتها ومتطلباتها الدائمة ورغباتها التي تربك حساباته، كما عليه أن يحب كما هي، وأن يتعرف على جوانب القوة والضعف فيها.
- كن هيناً لطيفاً بنفسك، لا داعي لتأنيب النفس وجلدها بمناسبة ودون مناسبة، يجب عليك تقبلها ومسامحتها، ومساعدتها على تجاوز المحن والشدائد، كما يعتبر الحديث مع نفسك من الأساليب الوقائية لعدم تكرار الخطأ.
- لا تكن مثالياً فتسقط، من الأخطاء الشائعة أن تنظر لنفسك بعين الشخص المثالي الذي لا يخطئ أبداً، فبهذه الطريقة أنت تحملها ما لا طاقة لها به، يجب أن تعرف أن الشخصية التي أنت عليها هي النموذج الأمثل لك.
- صادق نفسك، إن الصدق والصداقة سواء مع النفس أو مع الآخرين يعود بمردود جيد على صحتك النفسية والمزاجية، فإن لم تكن صديقاً جيداً لنفسك، سوف تكون عاجزاً عن الاحتكاك بالآخرين والتواصل معهم بشكل جيد.
- لا تقارن، يبدأ الفشل متى بدأت بمقارنة نفسك مع نفوس الآخرين، فبهذه الصورة أنت تضغط نفسك وتطمح في الوصول لأهداف الآخرين التي قد لا تتشابه مع أهدافك الخاصة.
- الرياضة، من سُبل إسعاد النفس وتحفيزها ممارسة الأنشطة الرياضية، فالرياضة مسؤولة عن افراز هرمون الإندروفين، ويفيد هذا الهرمون في الإحساس بالسعادة، كما أنه ينشط الذاكرة ويرفع من معنويات الإنسان وثقته بنفسه.
كيف اسعد نفسي وانا وحيدة؟
ليست الوحدة مشكلة في جوهرها، ولكن المشكلة الحقيقية أن تكون هذه الوحدة سبباً في تعطيل النفس عن أهدافها وطموحاتها، فكثير من المفكرين والعباقرة كانوا من أبناء العزلة والانطواء على النفس، ولكنهم أجادوا استغلالها، كما أنهم اسعدوا انفسهم بأنفسهم دون الحاجة لأحد.
- الاكتفاء بالذات والشعور بقيمتها هو السبيل الأمثل للشعور بالسعادة، فأنت لست بحاجة لأحد في حقيقة الأمر، وإنما تفرض على نفسك هذا الشعور الوهمي.
- فكر بأهدافك ومخططاتك المستقبلية، وركز على ما يمكنك تغييره، وانظر دائماً بعين قلبك للغايات التي تود الوصول إليها دون مقارنة نفسك بالآخرين.
- لكل إنسان سعادته الخاصة، فاسع إليها بكافة طاقتك وحيويتك، فبعض الأفعال البسيطة قد تكون سبباً في اسعادك طيلة اليوم، كالقراءة والطهي وتذكر المواقف المضحكة، والاستلقاء على اريكتك الخاصة أو الجلوس في البلكونة مع شرب مشروك المفضل.
- ابتعد عن الأشياء التي يصعب عليك تغييرها، وعوضاً عن ذلك، فكر فيما يمكنك تغييره، ومن هذا المنطلق سوف توفر الكثير من الجهد لما تحب وتستهدف، بدلاً من اضاعته على الحسرة والقلق من المجهول.
- أسلوب الحياة الصحي، لا تغفل أهمية هذه النقطة، فالالتزام ببعض العادات السليمة سوف يعود عليك بالنفع والسرور، كالامتناع عن التدخين واتباع نظام غذائي معين.
كيف أسعد نفسي رغم المشاكل؟
عندما خلق الله كوكبنا هذا، خلق أيضاً كافة المفاتيح لكافة المسائل والمشاكل التي تواجهنا، فمن المستحيل أن تجد مشكلة بلا حل، والحل الأول ينبع من الداخل، فلا تبحث بعيداً، كل ما تريده في الداخل، انظر لقلبك جيداً، تجد ما تتمنى وترغب.
- افهم جوانب المشكلة جيداً، واسأل نفسك، هل تستحق كل هذا العناء، هل هناك ما هو جديراً بأن يتنزع منك سعادتك وطمأنينة قلبك، بلا شك، لا.
- ركز كامل حبك ودعمك لنفسك، ووفر كافة طاقتك وحيويتك لإسعاد نفسك، لا تشتت ذاتك أو تحاوطها بمشاكل عدة، بل ركز على نفسك أولاً واهتم بها.
- تقبل سائر مشاكلك، كن راضياً عنها، تقين بأنك لست الوحيد الذي تمر بمشاكل وصعوبات، اقتدي بالنماذج التي تحررت من قيودها، ووصلت لمقصدها.
- الحياة مليئة بالاختيارات والقرارات، اصنع قرارك، واذهب حيث يقودك الاختيار، لا تقصر حياتك على اختيارات محددة تشدك إلى الخلف.
- السفر صديق طيب، إذا أردت اسعاد نفسك حقاً، فقم بجولة إلى المناطق الساحلية أو انتقل لمكان مفضل لديك، وحقق نوع من الانسجام والتأمل فيما يدور حولك.
- اعرف جيداً، أن السعادة اختيار، كما أن الحزن اختيار، فاحسن اختيارك.
كيف اسعد نفسي وانا حزينة؟
إن الدنيا بكافة أحوالها وطرق العيش فيها مُتقلبة شاءت ذلك أم أبيت، ومن ثم كان لزاماً علينا تقبلها كما هي، فالتقبل هو المفتاح الرئيسي للسكينة وتحقيق السلام النفسي، وإذا كان الحزن موجوداً، فكذلك خُلقت السعادة وأودعها الله في قلوبنا.
- قبل أي شيء، لا بد من الإقرار بهذا الحزن والاعترف به وبوجوده.
- لا داعي للتهرب من الحزن، بل يجب تقبله والتعايش معه، كما يعد من المستحسن عدم رفضه.
- تعامل مع حزنك وكأنه أمر طبيعي بل كضيف عابر، سيسكن معك بعض الوقت ثم سيرحل كغيره من الراحلين.
- افهم سبب هذا الحزن، وما العلة خلفه، وما الدافع لوجوده في حياتك.
- ناقش هذه الأسباب بشكل عقلاني، ورمم الأخطاء المُكررة، وعدل من قناعاتك السابقة.
- اخلق لنفسك بيئة جديدة، تحررك من الروتين اليومي والقيود التي تفرضها على نفسك.
- الرياضة لها مفعول السحر في تخليص النفس من الطاقة السلبية، ونشر الإيجابية في سائر أنحاء الجسد.
- من وسائل اسعاد النفس والتخلص من الحزن، التعبير عنه ككتابة الخواطر في مذكرتك الخاصة.
كيف أرفه عن نفسي في البيت؟
من الأخطاء الشائعة أن سبل الترفيه عن النفس لا بد أن تكون في أماكن غير البيت، وهذا أمر غير مقبول عند علماء النفس، فهناك العديد من الاقتراحات للترفيه عن النفس بين أروقة المنزل ومنها:
- ضع قائمة أفلامك المفضلة ضمن أولوياتك عند الجلوس في المنزل، وابدأ في مشاهدتها.
- التأمل وممارسة اليوجا تعتبر علاج فعال للتخلص من الطاقة السلبية، وبدء يوم خالي من السلبيات.
- قم بإعداد بعض المأكولات والمشروبات المفضلة لديك، مع إضفاء نوع من البهجة في ترتيب يومك ومخططاتك.
- تعتبر القراءة من سبل الترفيه عن النفس، وخصوصاً قراءة الروايات.
- الموسيقى من وسائل الترفيه وتخليص النفس من ضغوط الحياة وهمومها.
- تربية الحيوانات الأليفة توفر للمرء قدر من الرفاهية والترفيه وخصوصاً إذا كان يعيش بمفرده.
- هل جربت الضحك بصوت مرتفع لبعض المرات في اليوم؟ انصحك بتجربة ذلك لعدة دقائق، فقد ذهب الخبراء وعلماء النفس في التأكيد بأن هذه الاستراتيجية ترفع من مستوى الإندروفين، وهذا الهرمون مسؤول عن إفراذ السعادة في الجسد.
- عليك بالمهام المنزلية كإعداد القهوة وطهي الطعام والتطريز.
كيف أسعد نفسي بعيداً عن زوجي؟
مما لا شك فيه، أن الحياة الزوجية هي حياة قائمة في الأساس على الشراكة وكيفية اسعاد كل طرف للآخر دون تقصير أو تفريط، ولظروف المعيشة ومشاغل الدنيا، قد تجد الزوجة نفسها وحيدة في كثير من الأوقات، مما يدفعها إلى محاولة إسعاد نفسها بنفسها وخصوصاً عند بُعد الزوج عنها، ومن طرق إسعاد النفس الآتي:
- وضع خطط معينة لإنهاء كافة المسؤوليات والأعباء التي من شأنها أن تعطل الزوجة عن أخذ قسطاً من الراحة.
- تحديد أولوياتها أول بأول، وإتمام الأعمال الموكلة إليها، وتخصيص بعض الأوقات لنفسها والترفيه عنها.
- مشاهدة التلفزيون أو تصفح الإنترنت، والإطلاع على بعض المقالات التي تعزز الإيجابية في البيت.
- تطوير المهارات وتعزيز القدرات الخاصة، وبناء الذات من خلال مزاولة الأعمال والهوايات المفضلة لديها.
- اتباع أسلوب حياة صحي، والتمتع بنظم غذائي معين، فمن شأنه ذلك أن يزيد الثقة بالنفس، الأمر الذي يسعدها ويوفر لها قدر من الطمأنينة والراحة.
- السير لبعض دقائق لتنشيط الذاكرة.
- قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والمقربين.
كيف أحقق سعادتي الداخلية؟
ترتبط السعادة الداخلية بالطريقة التي يتعامل بها المرء مع نفسه، فهناك من يؤنبها على ذنوب لم تقم بها، ومن يدفعها لطرق غير مأمونة، ومن يجلدها دون أحقية، ومن سبل السعادة الداخلية:
- أن تكافئ نفسك، ولا تتردد في ذلك، فعند تجاوز عقبة أو بلوغ هدف أو إحراز نصر أو حل مسألة صعبة، كافئ نفسك وقدرها حق تقديرها، فكثيراً منا يميل إلى النظر لذاته باحتقار، ولا يعطها التقدير الأمثل، كما يتجه نحو معاقبتها عند الفشل وعدم مكافأتها عند النجاح.
- الثقة بالنفس، عزز ثقتك بنفسك، يميل الأغلبية من البشر على الحط من شأن الذات، والتقليل منها دون سبب واضح، وقد يواجه الاتهامات لنفسه على التقصير، كما ينعتها بأبشع الألفاظ، الأمر الذي يثبط الهِمة ويخفض المعنويات.
- معدل النوم، لا إفراط ولا تفريط في النوم، أي لا تنام أكثر من المعدل الطبيعي ولا تفرط أيضاً في النوم، فمتوسط النوم من 7 إلى 8 ساعات، وهذا المتوسط هو الذي يحتاجه الجسم للراحة.
- إدارة الوقت، العشوائية والفوضى سبب كافي في تعدد الأحزان والمشاكل، فالتنظيم والتخطيط الجيد، والسيطرة على القلق والتوتر، وعدم الإفراط في التفكير، جميعها أساليب لتحقيق السعادة الداخلية والرضا عن النفس.
- المشاركة، لا بأس أن تشارك أهدافك وتطلعاتك وآمالك المستقبلية مع الآخرين، ويكفي أن تسردها بالكتابة على إحدى المواقع المفضلة لديك.
كيف أسعد ذاتي بعيداً عن إرضاء الآخرين؟
النصيحة الأولى لإرضاء الآخرين، لا تحاول إرضاء الآخرين، لأن إرضاء كافة الناس أمر صعب بل مستحيل، وقد قيل: ” إرضاء الناس غاية لا تدربك ” ومن ثم كان عليك النظر لسعادتك الشخصية قبل أي شيء، وهذه بعض الوسائل لتحقيق ذلك:
- البعد عن الاصطناع، لا تصطنع شخصية لا تشبهك كي تعجب الناس، وتصرف بعفويتك وبالطريقة التي تشعر فيها بالراحة.
- الحفاظ على المبادئ، لا تغير مبادئك من أجل أحد، وإذا استبدلتها أو غيرتها، فيكون ذلك راجعاً لقرارك الخاصة وليس من أجل إرضاء الأطراف الأخرى.
- قبول الذات، تقدير النفس واحترامها وتقبلها بكافة تقلباتها عملية في تطور دائم، ولا يجب أن ترفض ذاتك لكون الآخرين يرفضونها.
- العطاء، لا شك أن العطاء خصلة حميدة وفعل محمود، ولكن كثير من العطاء يدفع البعض إلى الاعتقاد بأن هذا حقهم عليك، كن معتدلاً.
- المواجهة، لا يفيد الهرب من حل مشاكلك، بل يُراكمها عليك، لذا كان من الضروري مواجهة المشاكل متى ظهرت.
نصائح لتعزيز الشعور بالسعادة
- العقل السليم في الجسد السليم، حافظ على سلامة عقلك.
- الشعور بالعرفان والامتنان والتواصل.
- تحرير الانفعالات والتعبير عما يدور بداخلك أول بأول.
- لا تكن مثالياً، وتقبل ذاك على عيوبها.
- التواصل مع الآخرين يعزز الجهاز المناعي، استمتع بعلاقتك بالآخرين.
كيف اكتفي بنفسي عاطفياً؟
- عدم الاعتماد على الآخرين لتحقيق السعادة، وربطها بالأمور الجوهرية.
- عدم مقارنة وضعها بأوضاع الآخرين، وقبول حياتها كما هي.
- اصنع نفسك بنفسك.
- فكر بمستقبلك وطموحك الخاص.
- السفر خير رفيق للإنسان.
- لا ترهن حياتك بحياة الآخرين.
كيفية إسعاد الأصدقاء؟
- حسن الاستماع للأصدقاء.
- فتح أحاديث عن المواضيع المفضلة لديهم.
- قضاء وقت طويل معهم.
- اترك مساحة خاصة للتعبير والإفصاح عما يدور في القلب.
- قف بجوارهم عند الأزمات، وكن متعاطفاً معهم.
- شارك أنشطتهم وهواياتهم المفضلة.
- كن مرناً ومستجيباً لنفسك وللآخرين، فالشخص المرن هو وحده القادر على التعامل مع الظروف المحيطة به، كما أن الاستجابة السريعة للتغيرات والتقلبات هي المفتاح للعيش السليم والارتياح النفسي.
