إن علم النفس هو العلم الذي يدرس سلوك الإنسان وعلاقته بالمجتمع الذي يعيش فيه، ولكي يفهم التعبيرات والإيماءات والحركات التي يصدرها المرء، ويريد من خلالها الإفصاح عن أمرٍ ما، كان من الضروري اللجوء للغة الجسد، وفي هذا المقال نقدم معلومات عن علم النفس ولغة الجسد، والطريقة التي يستطيع أن يشف عن طريقها القارئ ما يدور في خلد الآخرين، وما الذي يضمرونه من نواياه.
معلومات عن علم النفس ولغة الجسد
- يعتبر علم النفس ولغة الجسد من العلوم الرائدة في دراسة سلوك الإنسان وعاداته والمعتقدات التي يؤمن بها وتؤثر بشكل كبير على تصرفاته وسلوكياته، كما يهتم بدراسة النشاطات اليومية والأمراض العقلية والنفسية، ويرتكز في دراسته على أبعاد الكائن الحي من ناحية سلوكه وتفكيره وقدرته على استيعاب ما يدور حوله.
- ويعتبر هذا العلم من العلوم التي تنحدر من أصول يونانية، وقد لقد نشأ هذا العلم للإطلاع العميق على نفسية الإنسان، وأسباب تقلباته والمثيرات التي تدفعه إلى اتخاذ رد فعل معين إزاء موقف محدد، ولقد برز اليونانيون في ربط هذا العلم بعلم آخر اشتق منه، وهو لغة الجسد.
- فلغة الجسد تركز على نحو عميق ببنية الشخص وتصرفاته الظاهرة، والإيماءات التي يصدرها بصورة عفوية أو بإرادة منه، فهو يختلف عن علم النفس، من ناحية أن هذا العلم يركز على اللاوعي والعمليات الباطنية خلف كل فعل وتصرف.
- بينما مفهوم الجسد في علم النفس يرتكز في الأساس على العقل الظاهر والسلوكيات التي تصدر عن الوعي، وعلاقتها باللاوعي.
علم النفس
- علم النفس في جوهره دراسة اكاديمية وتطبيقية للسلوك البشري، فهو يركز على السلوك من جانب النظرية والتطبيق، وإذا كان علم النفس يهتم في الأساس بالإنسان وسلوكياته إلا أنه قد يُطبق أيضاً على الحيوانات والمخترعات الذكية.
- والأساس الذي يقوم عليه علم النفس هو الدراسة الكلية لجوانب السلوك والشخصية والعقل ونمط التفكير، كما تعتبر هذه الدراسة علمية وشاملة لكافة أصناف الكائنات الحية، وذلك للتوصل لفهم عميق لهذا السلوك، الأمر الذي يتيح امكانية التنبؤ به والقدرة على التحكم فيه.
- فعلى سبيل المثال: إذا نظرنا إلى أحد الطلاب، وصدر منه سلوك عداوني منذ الصغر، فإن معرفة هذا السلوك، يجعلنا قادرين على التنبؤ بما يمكن أن يكون عليه، الأمر الذي يمهد لنا الطريق لتغييره أو التحكم فيه بشكل أو بآخر.
- والأصل الاشتقاقي لعلم النفس يرمز إلى الروح أو الحياة، فهو علم الروح، وقد ركز الإغريق على تسميتة بعلم دراسة الحياة العقلية، كما عرفه السلوكيون بعلم دراسة السلوك، بينما علماء التحليل النفسي قد عرفوه بأنه الحياه العقلية الشعورية واللا شعورية.
اسرار علم النفس
لهذا العلم الكثير من الأسرار، وبالإطلاع عليها يصبح المرء قادراً على فهم الطريقة التي يتعامل بها مع الآخرين، كما أن هذه الأسرار تفتح الباب لرؤية أوسع لسلوكيات البشر ودوافع تصرفاتهم، ومنها الآتي:
- ترتبط السعادة بقلة النوم، فالشخص السعيد عادة ما ينام لساعات قليلة.
- ينقسم الناس لاجتماعيين وانطوائيين، وعلى عكس الشائع، فالشخص الانطوائي الذي يميل لقلة العلاقات الإنسانية، يكون لديه القدرة على التعبير عن نفسه بطريقة أوضح وأفضل من الشخص الاجتماعي.
- من يميل لتأنيب الذات، ويشعر دائماً بالذنب، يكون لديه قابلية أكبر لفهم مشاعر الآخرين.
- هناك علاقة بين الذكاء وسوء الفهم، فمن يتسمون بقدر أكبر من الذكاء، لديهم القدرة على التفكير بشكل أسرع من الآخرين، لكن كتاباتهم تتسم بنوع من التعقيد وصعوبة الفهم، الأمر الذي يعرضهم للفهم الخاطئ في كثير من المواقف.
- الموسيقي ذات التردد العالي والذبذات المرتفعة لها تأثير كبير في جعل المرء أكثر هدوءاً وسعادة من غيره.
- من الطرق التي تستطيع من خلالها معرفة طباع من تحدثه، هو أن تركز على طريقته في التعامل مع النادل أو الجرسون.
- معظم الصداقات التي تبدأ من عمر 16 و18 سنة تصمد أكثر ويكتب لها الاستمرارية.
- حدس المرأة أعلى من فِكر الرجل فيما يتعلق بالمستقبل والتنبؤ به.
لغة الجسد
- لغة الجسد علم حديث نوعاً ما، فقد تطور استخدمه في الألفية الأخيرة، ومع ذلك فقد كان له صدى واسع في العصور القديمة بصورة تختلف عما أصبح عليه، وهو علم يهتم بدراسة الحركات التي يقوم بها الأفراد في المواقف والمناسبات العامة.
- وهو يركز في المقام الأول على التعبيرات والإيماءات الظاهرة، من نبرات الصوت وهز الكتف والرأس، وطريقة الوقوف والجلوس، والنظرات وعدسة العين والبؤبؤ، الأمر الذي يتيح للمرء امكانية لفهم المخاطب بصورة أوضح.
- فقد اثبت في بحث كامل عن لغة الجسد مع بعض الدراسات أن 7% فقط من التواصل بين البشر يكون باستعمال الكلمات، بينما 38% بنبرة الصوت، وبنسة 55% ينشأ التواصل عن طريق لغة الجسد.
- ويرى خبراء لغة الجسد، أن الأغلبية من الناس تميل إلى تصديق هذه اللغة وتكذيب الكلمات، فالنبرة تعكس مضمون الكلمة، كما أن أسلوب الحديث يوضع نوايا الشخص الحقيقية.
- ومن الجدير بالذكر، أن لغة الجسد تختلف من بلد لآخر، ومن مجتمع لآخر، ومن هنا يحدث سوء الفهم، فبعض الحركات والإيماءات التي تستعملها في بلدك، قد يكون لها دلالة أخرى في بلاد أخرى.
أهمية لغة الجسد
لا شك أن العلاقات الإنسانية قائمة على التواصل البشري، وليس التواصل قائماً على الكلمات فحسب، بل يتضمن أيضاً النبرات والحركات والإيماءات، ومن هنا تتجلى أهمية لغة الجسد، ويتضح ذلك كالآتي:
- تسهل لغة الجسد التواصل مع الآخرين، وخصوصاً مع الأشخاص الذين لا تربطنا بهم أي علاقة، فمن خلال بعض الإشارات البسيطة، نستطيع فهم مغزى الطرف الآخر بسهولة.
- تستطيع التنبؤ بسلوك الفرد من خلالها، فمهما حاول أن يصطنع شخصية أخرى أو يكذب عليك، إلا أن حركات جسمه وتعبيرات تكشف نواياه الحقيقية.
- طريقة بسيطة في التعبير عن النفس، وأسلوب سهل لتوصيل المشاعر والأفكار وما يدور في خُلد الإنسان.
- لغة الجسد لغة عالمية تستطيع أن تتشارك جوانب كثيرة منها مع الآخرين.
- تساعد هذه اللغة الكثير من المعلمين في توضيح المعلومات بشكل مُبسط، فالمظهر وطريقة الوقفات والنظرات والإيماءات تسهل عليه التأثير على الطلاب.
- تتعرف من خلالها على الجوانب الظاهرية للشخصية التي ترتبط بها في موقف معين.
علم النفس ولغة الجسد في الحب
- إذا كان علم النفس يركز اهتمامه على دراسة السلوك الإنساني، والجوانب الباطنية اللاوعية للفرد، وكانت لغة الجسد ترتكز على الحركات الظاهرة، فإن اجتماع هذين العلمين معاً يسهل على الشخص التعرف على نواحي الحب وطرق تفكير الطرف الآخر.
- فالتواصل البصري مؤشر جيد لمعرفة نوايا الشريك ورغباته من ناحيتك، فإطالة النظر واتساع البؤبؤ والاقتراب ومحاولة الوقوف بجوارك، هي جميعها علامات تدل على رغبة هذا الشخص في إنشاء علاقة قوية معك.
- وتعتبر نبرات الصوت أيضاً مؤشر جيد على الحب المُتبادل، فلا يميل الشريك إلى رفع نبرة صوته عند الحديث، بل يلجأ إلى تخفيضها قدر الإمكان، ويوازي ذلك الإنصات الجيد وترك مسافة كبيرة للمحبوب بأن يتحدث عن نفسه.
- نغمة الصوت دليل على الحب، فقد تجد من تحب يتحدث بصورة معينة ونمطية مع الآخرين، وفي حالة الاقتراب منك، تجد هذه الصورة تغيرت، واصبح لديه نغمة معينة تخصك وحدك.
لغة الجسد في الإعجاب
- يرتكز الاعجاب في المقام الأول على العين، فالعيون نافذة الروح وناطقة القلب، والشخص المُعجب يميل دائماً إلى اظهار ذلك عن طريق نظراته، فإطالة النظر، والتركيز الدائم على الشريك،وعدم ابعاد العين عنه، مؤشر كافي للاعجاب.
- كبر حجم فتحات الأنف هي حركة لا واعية تصدر عن الشخص المعجب.
- الحركات الاستعراضية كوضع اليد في الجيب أو المسح على شعره أو رفع نبرة الصوت، كل هذه الحركات يستهدف من خلالها لفت أنظار الشريك.
- عند مشاهدة الرجل يفرك يديه بقوة أو يضع يديه على أذنيه، فذلك دليل على اعجابه وخوفه من الإفصاح بذلك.
- الحملقة الزائدة، فالمعجب يحملق دون رمش عينه، وتتسع حدقة العين عند الانبهار والسرور برؤية ولقاء الحبيب.
لغة الجسد والعيون
- تعبر العين عن أسرار النفس البشرية، فقد اشتق من لغة الجسد، لغة أخرى أُطلق عليها لغة العيون، وذلك تمهيداً لإرساء طريقة أخرى في التواصل البشري، وهي الطريقة الأكثر ذيوعاً واستعمالاً من قبل الأغلبية، فالعين تنطق بما يدور في القلب، كما أنها نافذة الروح.
- وقد ذهب الكثير من الخبراء إلى القول بأن التواصل البشري قائم بنسبة كبيرة على التواصل البصري دون استخدام الكلمات والحروف والحركات.
- فاتساع حدقة العين ولمعتها مؤشر على الاعجاب والحب.
- أما إذا حدث العكس، فذلك يرمز إلى عدم اللا مبالاة، وقلة الثقة بالآخر.
- تحرك العين لليمين يشير إلى التفكير ووزن الأمور.
- أما الحركة لليسار، فذلك دليل على الجوانب العاطفية والصراعات النفسية.
- تثبت العين في موضعها يعبر عن الانتباه الشديد.
لغة الجسد والثقة بالنفس
ترتبط لغة الجسد ارتباطاً وثيقاً بارتفاع الثقة بالنفس أو انخفاضها، وترتكز الثقة بالنفس على الآتي:
- تحقيق أكبر قدر من التواصل البصري.
- الميل للأمام عند التحدث.
- انتصاب الظهر والرأس.
- التبسم دون تكلف.
- السير بخطوات ثابتة.
- شدة اليد عن المصافحة.
تعابير الوجه في علم النفس
- عند ابداء الدهشة، يرتفع الحاجبان ويتم فتح الجفون.
- عند اظهار مشاعر الخوف، يظهر بياض أعلى العين وتشتد الشفاه.
- عند الاشمئزاز، يرتفع الجفن لأعلى ويتجعد الأنف وتُرفع الشفة السفلى.
- وللتعبير عن الكراهية، يرتفع أحد جانبي الفم.
قراءة الافكار من خلال لغة الجسد
تستطيع قراءة الأفكار من خلال التركيز على عدة نقاط منها الآتي:
- الاستماع الجيد.
- مراقبة القدمين.
- التركيز على حركة العين.
- النظر لوضع اليد والساقين.
حركات لا إرادية لها معاني نفسية
- النظر للأسفل يدل على العيش في الماضي وتذيكر أحداثه.
- احمرار الوجه، تقاسيم الوجه، طريقة الكلام، هذه التصرفات تتغير بصورة تلقائية عند مصادفة الحبيب والتحدث معه.
- فرك العين يدل على عدم التركيز أو صعوبة فهم المتكلم.
- ضم اليدين تعبير عن الانغلاق على النفس.
- عض الشفاه مؤشر على الكذب.
- وضع اليدين ف الجيب عند السير يدل على الانطواء والعزلة.
- ملامسة الشعر تعبر عن الحب والاعجاب.
