كيف أتأكد من البهاق؟ يبقى السؤال المطروح هو الأشهر على مواقع البحث ويصيب الكثيرين بالحيرة، خاصة وأن البعض لا يفرق بين مرض البهاق وأمراض أخرى تغير لون البَشَرَة، ولهذا نهتم في المقال التالي بتوضيح الفرق بالصور وطرح أشهر الأعراض وكيفية العلاج.
كيف أتأكد من البهاق؟
يجب توضيح ما هو مرض البهاق أولاً، فالبهاق هو أحد الأمراض التي تصيب الجلد ويتسبب في تغير لونه وذلك بظهور بقع بيضاء في أماكن متفرقة من الجسم، كما أنه يصيب الأغشية المخاطية في الفم والعين، ويحدث ذلك بسبب فقدان خلايا الميلانين في الجلد والذي يسبب غيابها والخلل في وظيفتها التغير في لون الجلد.
وبالرغم من تطور الطب والعلم إلا أن البهاق من الأمراض التي عجز الطب عن إيجاد سبب مؤكد للإصابة به، فهناك أسباب مختلفة مثل حدوث خلل في جهاز المناعة، مهاجمة البكتيريا والميكروبات للجسم، التعرض لضربات الشمس أو التعرض للتوتر والضغط العصبي.
ويبقى السؤال المطروح كيف أتأكد من البهاق؟ وهل إذا كان التغير في لون الجلد نتيجة الإصابة بهذا المرض أم مرض آخر؟ وللتمكن من الوصول إلى إجابة هذا السؤال يجب التعرف على أعراض الإصابة بالبهاق ومطابقتها مع المُصاب:
- ظهور بقع بيضاء غير مؤلمة في أجزاء متفرقة من الجسم مثل الوجه واليد.
- يظهر شعر رمادي اللون أو أبيض في مناطق مختلفة من الجسم خاصة شعر الرأس والرموش والحواجب.
- تغير لون العين.
فوجود هذه الأعراض يؤكد إصابتك بمرض البهاق خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
كيف أعرف بقع البهاق؟
تبدأ الإصابة بمرض البهاق بظهور بقع بيضاء في الجلد في مكان من الجسم أو في جميع أجزائه، خاصة الأماكن الأكثر عُرضه لأشعة الشمس مثل الوجه أو اليدين أو الساقين، وتكون هذه البقع غير مؤلمة، ويتحول لونها تدريجيًا من البيض إلى الأحمر أو الوردي.
ويمكن أيضًا التعرف على بقع البهاق عن طريق اللجوء إلى الطبيب ومعرفة التشخيص من خلال بعض الفحوصات الطبية التي تؤكد على الإصابة أو عدمها وذلك عن طريق معرفة طبيب الأمراض الجلدية للتاريخ المرضي والوصول إلى إجابات لأسئلة مهمة مثل:
- متي ظهرت البقع البيضاء؟
- هل أصيب أحد أفراد عائلتك بهذا المرض من قبل؟
- هل لديك أي أمراض لها علاقة بالمناعة الذاتية مثل السكر أو الغدة الدرقية؟
- هل تظهر البقع البيضاء في مكان واحد أم أماكن متفرقة من الجسد؟
- هل تعرضت لضغط أو توتر عصبي قبل ظهور البقع البيضاء؟
تساعد هذه الإجابات في استبعاد باقي الأمراض التي لها علاقة بتغير لون الجلد، ثم يقوم الطبيب المعالج بالفحص الفيزيائي للجسم بالكامل من الرأس حتى القدم، للتعرف على أماكن وجود البقع وهل بشكل متفرق؟ أم على جانبي الجسم؟ أم تصيب الأماكن الأكثر عرضة لأشعة الشمس؟ وعلى هذا يحدد الطبيب نوع البهاق.
كما يمكن أخذ جرعة من الجلد وفحصها معلميًا والكشف عن خلايا الميلانين للتأكد من تلك البقع البيضاء هي مرض البهاق.
الفرق بين البهاق والفطريات بالصور
البهاق: مرض غير معدي ولا يشكل خطورة كبيرة يحدث نتيجة قلة خلايا الميلانين وذلك بسبب مهاجمة البكتيريا للجهاز المناعي، ويظهر هذا المرض في أي سن.
الفطريات (التينيا): مرض فطري يصيب الجلد نتيجة الأرتفاع في درجة الحرارة والتعرق الزائد،وينتج عنه ضعف في جهاز المناعة، وقد ينتقل من شخص ﻵخر.
ويمكن توضيح الفرق بين البهاق والفطريات عن طريق النِّقَاط التالية:
- البقع البيضاء بسبب البهاق غير مؤلمة ولا تتسبب في تغير ملمس الجلد، بينما بقع الفطريات تكون بارزة عن الجلد.
- البهاق لا يثير الحكة ولكن مرض الفطريات يشعر بالمصاب بالحكة.
- يتغير لون الشعر في الإصابة بمرض البهاق للأبيض في مناطق نمو الشعر، في حين أن مرض الفطريات لا يسبب تغيير في لون الشعر.
- يبدأ ظهور البهاق عادة في الأطراف أو حول الفم والعين، أما الفطريات فتظهر في منطقة الرقبة والظهر والصدر وأعلى الكتفين.
- شكل بقع البهاق متماثلة، بينما بقع الفطريات غير منتظمة.
بداية البهاق بالصور
يبدأ مرض البهاق بظهور بقع باهتة اللون على الجلد، ومع مرور الوقت تصير تلك البقع بيضاء اللون خاصة في منتصف البقعة، وتمتاز أطراف البقعة باللون البني الداكن أو الوردي، ومن المرجح أن بقع البهاق تبدأ بالظهور في المناطق الأكثر عرضه للشمس مثل الوجه واليدين والساعدين.
ثم يبدأ انتشار البهاق في أجزاء الجسم المختلفة حتي الفم والعينين، كما يتغير لون شعر الرأس والرموش والحواجب أيضًا، وتظهر البقع البيضاء داخل الفم خاصة إذا كان المصاب ذو بشرة داكنه فتكون واضحة.
ونرى في الصور التالية بداية ظهور البهاق ثم انتشاره تدريجيًا:
سن ظهور البهاق
في الغالب تظهر احتمالات الإصابة بمرض البهاق في كلا من الجنسين الرجال والنساء من عمر 10 سنوات حتى 30، وإذا تأخر فإنه لا يتجاوز سن الأربعين.
ويتسائل الكثير هل مرض البهاق يصيب الأطفال؟
اختلف أهل الطب في هذا الأمر وأثار الجدل، فمنهم من يرى أن ذلك المرض يمكن أن يورثه الأطفال في حالة إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض من الدرجة الأولى، والبعض الآخر لا يرى علاقة بين مرض البهاق والوراثة خاصة وأنه مرض مناعي تزداد احتماليه حدوثه في حالة إصابة الشخص بمرض السكر أو الاضطراب في الغدة الدرقية.
وعند ظهور البهاق عند الأطفال فإنه يبدأ في مرحلة مبكرة من الطفولة وغالباً يكون ذلك في العام الثالث أو الرابع ويتأخر الأمر حتى يظهر في فترة المراهقة حيث تزداد احتمالية ظهور الأعراض أكثر.
أعراض البهاق
- تغير لون الأنسجة المخاطية داخل الأنف والفم والعين.
- التغير في وظائف الغدة الدرقية.
- تغير لون الشعر إلى الأبيض سواء في فروة الرأس أو شعر الحاجب أو اللحية.
- تغير لون الأوعية الدموية تحت الجلد إلى اللون الوردي.
أنواع البهاق بالصور
هناك أنواع من مرض البهاق تم تصنيفها حسب مكان ظهور البقع البيضاء في الجسم وإلى أي مدى انتشرت، فنجد ما يلي:
البهاق الموضعي: ويظهر هذا النوع في منطقة واحدة من الجسم وليس كل الأجزاء.
البهاق العام: وهو أكثر الأنواع شيوعًا حيث ينتشر في مناطق متفرقة من الجسم وبشكل كثيف وواضح.
البهاق الفصي: ويُصيب هذا النوع جانب معين من الجسم مثل الوجه أو اليد.
بهاق الأغشية المخاطية: يختص هذا النوع من البهاق في الأماكن التي تحتوي على أغشية مخاطية مثل العين أو الفم أو الأنف والأجهزة التناسلية أيضًا.
البهاق البؤري: وهو نوع نادر من البهاق يصيب جزء صغير في الجسم ولا ينتشر خلال عامين من الإصابة.
البهاق الهالي: ويظهر على شكل شامة أو هالة صغيرة.
البهاق الطرفي: وهو نوع من البهاق يصيب الأطراف فقط فيظهر بقع على اليدين والقدمين والشفاه.
البهاق البقعي: ويكون على شكل بقع على سطح الجلد ومنتشرة في أنحاء متفرقة.
البهاق القطعي: يصيب جانب واحد فقط من الجسم دون غيره.
حالات شفيت من البهاق
يصرح الدكتور هاني الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية والرئيس الأسبق للمركز القومي للبحوث أن مرض البهاق مرض مناعي ليس معدي ولا يشكل خطورة، وأن حالات الشفاء منه ممكنة ولكنها تتطلب المدوامة على العلاج لفترة ليست طويلة فريما تترواح من 6 إلى 8 أشهر، وفي تلك المدة يتم إعطاء المريض أدوية تعمل على ضبط الجهاز المناعي، ومحاولة إعادة الخلايا الصبغية من جديد ورجوع الجلد للونه الطبيعي.
وتوجد حالات قد بلغت بأنها شُفيت من البهاق تمامًا عن طريق العلاج بالليزر، وهو واحد من الطرق الفعالة للعلاج التي تسلط الضوء على بقع البهاق، وذلك لمدة جلستين كل أسبوع، أما إجمالي عدد الجلسات يكون من 24 حتى 48 جلسة، إلا أن تكلفة الليزر باهظة كما أنه له آثار جانبية مثل الإحساس بحكة في الجلد أو ظهور بقع حمراء.
وهناك حالات أخرى اعتمدت استخدام أدوية ومراهم مشقته من الكورتيكوستيرويدات مثل:
- بيتاميثازون فاليرات.
- فلوتيكاسون بروبيونات.
- هيدروكورتيزون الزبدات.
علاج مرض البهاق
حتى الآن لا يوجد علاج صريح لمرض البهاق، ولا يمكن التخلص منه بنسبة 100% ، إلا أن أغلب العقاقير تساعد في التقليل من آثاره والحفاظ على الجلد بمظهر بشبه طبيعي، ومن طرق علاج مرض البهاق نذكر:
- العقاقير الطبية:
يستخدم الكورتيزون كدهان موضعي عند انتشار البقع البيضاء خاصة مع بداية المرض ليعظي نتائج جيدة.
- العلاج بالضوء:
يتم تعريض المصاب بالبهاق إلى الضوء لفترات معينة وهذا يساعد في إنتاج خلايا ميلانين جديدة والمسؤولة عن ظهور الجلد بشكل ولون طبيعي وعلاج البهاق.
- علاج أنواع البهاق بالليزر:
يتم استخدام أنواع معينة من الليزر في التقليل من انتشار بقع البهاق بين أجزاء الجسم والتخفيف من لونها الأبيض وجعلها أقرب إلى لون الجلد.
- علاج أنواع البهاق جراحيًا:
ويتم ذلك عن طريق نقل أجزاء من الجلد السليم الذي يحتوي على الخلايا الصبغية إلى الأماكن المصابة، وذلك ما يُعرف بعمليات الترقيع.
- الوصفات المستخدمة في الطب البديل:
يستخدم بعض الأشخاص وصفات معينة لتخفف من حدة البهاق ومن أشهرها الطين الأحمر مع الزنجبيل ويتم وضعها على أماكن البقع البيضاء، وكذلك استخدام زيت الخردل مع الكركم وخلطهم معًا ووضعهم على أماكن البهاق لمدة ربع ساعة، والبعض يستخدم جل الصبار وذلك لاحتوائه على فوائد كثيرة للجلد.
- الأشعة فوق البنفسجية:
وهي من أشهر طرق تلوين البقع البيضاء وتقوم بإعادة صبغة الميلانين للجلد وتتم هذه الطريقة على مرحلتين الأولى استخدام أدوية موضعية تزيد من حساسية الجلد للأشعة فوق البنفسجية، والثانية تعريض الجلد للإشعاع بمصابيح خاصة حتى يكتسب منها اللون الوردي، ويبدأ لون الجلد يرجع بالتدريج.
- إزالة الصبغيات:
وقد تكون هذه الطريقة غريبة بعض الشيء ولكنها منطقية في الاستخدام لدى هؤلاء الذين انتشر البهاق في أجسادهم بصورة كبيرة حتى صار لون الجلد غريب، فيلجأ الأطباء في هذه الحالة إلى إزالة لون الجلد الطبيعي.
مدة انتشار البهاق
ليس هناك مدة ثابتة لانتشار البهاق في الجسم، ففي بعض الأحيان ينتشر البهاق في الجسم خلال أشهر قليلة، وفي حالات أخرى لا تنتقل البقع البيضاء إلا بعد مرور عامين من الإصابة.
ولهذا لا يستطيع الطبيب أن يجزم ويحدد مدة معينة لانتشار البهاق، خاصة وأن طبيعة المرض سرعات ما تتغير، كما تختلف أنواعه من شخص لآخر حسب طبيعة الجلد.
